ولد الشاعر البحريني الكبير صباح عبد الله محمد أحمد بن علي بن إبراهيم آل عبد الرحمن عام 1944 في قرية الرفاع الغربي جنوب العاصمة المنامة. يُعتبر صباح الهلالي أحد أهم الشعراء في تاريخ الأدب العربي الحديث. بدأ رحلته الشعرية منذ طفولته المبكرة، مستلهمًا إبداعاته من البيئة المحلية والتقاليد الفولكلورية البحرينية التقليدية.
تتميز أشعار صباح الهلالي بالعمق العاطفي والجودة الفنية التي تعكس حساسيته تجاه قضايا وطنه وشعبه. يستخدم لغتها البحرينية النقية لوصف جمال الطبيعة والعادات الشعبية والحنين للأرض الأم بكل حب ووفاء. كما أنه يعالج المواضيع الاجتماعية والقومية والإنسانية بروح وطنية خالصة ومشاعر صادقة.
تأثرت أعمال صباح الهلالي بشدة بموروثه الثقافي والفني الغني، مما جعل شعره مرآة لحياة الناس اليومية وأحلامهم وتحدياتهم. لم يكن فقط صوتًا للشعب البحريني وإنما أيضًا رمزًا لدولة عربية تسعى إلى تحقيق استقلالها الثقافي وسط التحولات العالمية.
إلى جانب عمله كشاعر، كان للراحل دور فعال كمدرس ومعلم أدبي. أسس جمعية الأدباء البحرينية ونشر العديد من الأعمال خلال مسيرته الإبداعية الطويلة والتي امتدت لأكثر من ستة عقود. تُرجمت بعض أعماله إلى عدة لغات عالمية لتصل فنه المتعدد الطبقات لجماهير واسعة حول العالم.
رحيل هذا الفنان الخالد ترك فراغًا كبيرًا في المشهد الثقافي ليس فقط في البحرين ولكن كذلك عربياً وعالمياً أيضاً، لكن تراثه يبقى حيًّا عبر كتبه وأشعاره التي تحتفظ بذكريات الماضي وتستشرف المستقبل بالأمل والثقة بحاضر جديد أكثر ازدهاراً لكل العرب.