الشعر العراقي الشعبي، وهو جزء حيوي ومتأصل من الثقافة العراقية، يتميز بجمالياته الفريدة ورسائله القوية التي تعكس الحياة اليومية والتاريخ والثقافة المحلية. هذا النوع من الشعر يعود جذوره إلى القرون الوسطى وكان يستخدم كوسيلة للتعبير الجماعي عن الأفكار والمواقف الاجتماعية والمواقف السياسية.
في الماضي، كان الشاعر العراقي الشعبي غالبًا ما يكون فرداً مستقلاً أو حتى شاعراً محترفاً يرتاد أسواق المدن والأقاليم ليقدم قصائده أمام الجمهور. هذه القصائد كانت تتناول مجموعة واسعة من المواضيع بما فيها الحب والحرب والحكمة والعدالة الاجتماعية. بعض أشهر الأنواع الفرعية للشعر العراقي الشعبي هي "الزجل"، والذي يُعرف بنغماته الموسيقية وبساطته، و"الشكد"، الذي يميل أكثر نحو النقد الاجتماعي.
تتميز اللغة المستخدمة في شعر العراق الشعبي بأنها بسيطة ولكنها قوية ومباشرة. الرموز والاستعارات ليست خارجية، بل هي متشابكة مباشرة مع التجربة الحياتية للمستمع أو القارئ. الشكل التقليدي لهذه القصائد يتكون غالباً من أبيات طويلة ذات وزن ثابت، مما يجعلها سهلة التذكر وترديدها عبر الأجيال.
على الرغم من التغيرات الحديثة ومعتدلات وسائل الاتصال الجديدة، إلا أن الشعر العراقي الشعبي لا زال يحتفظ بمكانته الرائدة في المجتمع. فهو ليس فقط مرآة للروح الوطنية، ولكنه أيضًا وسيلة لتعليم الأخلاق والقيم القديمة للأجيال الجديدة.