يُعتبر "ديوان البحتري"، أحد أهم الدواوين الشعرية التي تركها لنا العصر العباسي، انعكاساً حيا للحياة الاجتماعية والثقافية في ذلك الوقت. هذا الديوان للشاعر العربي البارز أبو عبادة الوليد بن عبيد بن يحيى الطائي المعروف باسم البحتري، وهو شاعر من القرن الثالث الهجري ويعد واحدا من أشهر شعراء المحكمة في عصره.
تتكون مجموعة الأشعار هذه التي تحمل اسمه من حوالي ثمانية آلاف بيت شعر تقريباً، وتغطي مختلف المواضيع؛ بدءا بالمديح والفخر والوصف والحكم والموعظة وغيرها الكثير. كما يعرض الديوان الجانب الإنساني للبحتري بشكل عميق، حيث نجد فيه قصائد كتبت تحت تأثير الخيبة والعاطفة الحزينة بعد فوات الأوان.
من الأمثلة الجيدة على أعمال البحتري هي المقاطع المجيدة عن جمال الطبيعة وحسنها، والتي كانت دائما مصدر إلهام له. بالإضافة إلى ذلك، فإن العديد من الأعمال الأدبية الأخرى مثل المدائح النبوية والحكم والأمثال والأشعار الغزلية تستحق التأمل والتقدير أيضاً ضمن مجموعته الفريدة والمتنوعة.
يقدم "ديوان البحتري" نظرة ثاقبة على المجتمع والثقافة العربية خلال فترة ازدهار الدولة العباسية، مما يجعله ليس فقط كتاباً أدبياً مبدعا ولكن أيضا سند تاريخيا قيمًا لفهم تلك الحقبة الزمنية المهمة.