كان الشاعر همام بن غالب شخصية بارزة في سماء الأدب العربي خلال العصور الإسلامية الأولى، وبالتحديد في العصر الأموي. يُعتبر أحد رواد الحركة الثورية الشعرية التي شهدتها تلك الفترة، والتي عرفت بتجديد اللغة والتعبير الشعري.
ولد همام في فترة مليئة بالتحولات السياسية والثقافية، مما انعكس بشكل واضح في شعره. كان لهما رؤية فريدة للأحداث الجارية، حيث عبر عن آماله وأحلام مجتمعه من خلال قصائده التي تجمع بين الفخر الوطني والرثاء الشخصي والعاطفة الإنسانية. هذه الخصائص جعلت منه مثالاً للشعر السياسي والأدبي المتطور آنذاك.
من أشهر أشعار همام "بيت شعر" الذي يقول فيه: "ألا يا قومُ هل بعد الموتِ حياةٌ... أم نحنُ إذ أماتتنا لم نمتْ". هذا البيت يعبر عن اعتقاداته الدينية والفلسفية حول الحياة والموت، وهو ما يظهر مدى عمقه الثقافي والمعرفي كشاعر.
بالإضافة إلى ذلك، تميزت شعرية همام باستخدام الألفاظ الغنية والدقة البلاغية. لقد استخدم اللغة العربية بطريقة مبتكرة ومتقدمة لتحقيق تعبير أدبي فريد، مما أسهم في تطوير القصيدة العربية التقليدية نحو شكل أكثر حداثة وعصرية.
في النهاية، يبقى همام بن غالب رمزاً لأحد أهم التحولات التاريخية في تاريخ الأدب العربي؛ فهو ليس فقط شاهداً على عصر معين بل أيضاً مؤثراً رئيسياً عليه.
