كان للشاعر العربي الكبير أبو العتاهية نظرات عميقة ومؤثرة تجاه الحياة الدنيا، تعكسها قصائده التي غالباً ما تحمل طابع الحكمة والفلسفة الدينية. يُعرف شعره بالتفاعل مع القضايا الإنسانية المعقدة مثل الزهد والصبر والتسامح، مما جعله يحظى بمكانة مميزة بين علماء الفكر والأدب الإسلامي.
في العديد من الأشعار، يبرز أبو العتاهية جمال وروعة الطبيعة كرمز لزوال الدنيا وزخارفها. يقول في إحدى أبياته مشيرًا إلى مرور الوقت وكيف تؤثر التجارب البشرية: "لا تغرنَّك مناظرُ الخَلقِ/ فكلُّ مُدَّخَرٍ سوف ينجَلِي". بهذه الطريقة، يشجع الناس على النظر إلى الأمور بحذر وعدم الانخداع بالأوهام الأرضية.
كما يعرض لنا الشاعر الوجه الآخر للدنيا - وجه المتاعب والمعاناة، لكنه يدعونا أيضًا للتوقف عند لحظة الرضا والاستغفار. يقول أبو العتاهية: "إن كنت بالدنيا راضيًا فلا تأخذ قلبك لها لأنها// إنما هي مطية فإذا تركتها انصرفت ولم تبقى لك منها ذكرٌ"، تشير هذه الأبيات إلى أهمية التحكم في الرغبات الشخصية وتحقيق السلام الداخلي رغم تحديات العالم الخارجي.
إن شعر أبو العتاهية ليس فقط وصفاً دقيقاً لما قد نشعر به جميعاً تجاه الحياة؛ ولكنه أيضاً دعوة لتوجيه حياتنا نحو الطريق الصحيح الروحي والأخلاقي. فهو يستخدم صور بيانية حيوية وأسلوب سردي يجذب القراء ويحثهم على التفكر فيما يحيط بهم وبداخلهم.