ولد خليل بن عبده بن يوسف بن إبراهيم بن مخايل مطران، وهو الشاعر العربي الشهير باسم "شاعر القطرين"، في شهر سبتمبر/أيلول عام ١٨٧١ في مدينة بعلبك الجميلة الواقعة شمال شرق لبنان. بدأ مسيرة تعليمه المبكرة في مدرسة كنسية رومية كاثوليكية في زحله قبل الانتقال للعاصمة بيروت لدراسة الأدب والنحو واللغة الفرنسية بمدرستها بطريركية شهيرة آنذاك. ثم توجه نحو فرنسا لاستكمال مشوار العلم والمعرفة هناك. لكن جذور تشكيل هويته الأدبية بدأت تتعمق عندما استقر أخيرا واستوطنت روحه أرض الفيروز - مِصْر-.
لم يكن انتخاب اسم "شاعر القطرين" صدفةً بل يعكس التقاء المساعي الشعرية لشاعرينا الكبير لدى نهرَي النيل والفرات؛ ففي مصر اكتسب مكانة خاصة وشهرة واسعة عبر عموده الصحفي بجريدة الأحرار المصري القديم وأبعد منها بإدارة مجلتها الأشهر منذ القدم أيضا: "المصرية". بالإضافة لإصدار دوريات أخرى مثل "الجوائب المصرية" والتي تابع إصدارها لنحو أربعة اعوام مثمرة بالإنتاج الثقافي الغزير. ولم تقف مواهب هذا الرجل عند حدود التأليف اليومي إنما امتنع بحروف الترجمة لعدد كبير جدّا من الكتاب حول العالم مما جعله شخصية متكاملة متعددة المواهب حققت احترام المؤسسات الأكاديمية والثقافية المشتركة عربيا وعالميا .
وفي ذروة عطائه الفكري جاء تكريم خاص منه حيث قامت مجموعة مختارة تحت مظلته الخاصة بتقديم عمل جديد يحوي كافة إنتاجاته النصوص المنشورة سابقًا وغير المطبوعة سابقا كذلك; وذلك ضمن مشروع مميز حمل توقيع الدكتور احمد درويش أحد المؤيدین والشخصیین المقربسین منه والذي بذل مجهود كبير للحفاظ علي تراثه الرائع حتى بعد وفاته المفاجئة بالقاهرة خلال العام التالي مباشرة لأول ظهور علنی له أمام الجمهور الحاضر لاحتفالات الاحتفائية الكبرى داخل اروقة عمارتي الاوبرا ملكيتها تلك الفترة وانطلاق باقي فعاليات المتابعة خارج الحدود الوطنية التي اتخذتها دول اخرى عديدة تستضيف شخصيات مشابهة لها تاريخياً وبذات المستوى الادبي والعاطفية أيضاً. وهنا يأتي دور الدولة الأم(لبنان) وهي تقوم بتقديمه بوسام تقديري تقديرا لمساهماته العديدة في مجال الفنون والإعلام بشكل موسع تغطي مجالاواسعا من الأعمال الخلاقة والتلفزيونية المختلفة.
وتعد أول طبعة منظمة لديوانه الشخصي تمت خلال فترة حياة مؤلفاتها نفسها رغم اعترافه بأنه ليس شاملا بما يحتويه دواخل نفسه الإبداعية ولكن سرعان ماتصححه الجمعية المصاحبة لجائزة عبدالعزيزالسعودالبابطين للشعر تقديرا لعطاءهذا الصرح العلمي الكبير حين طلبوا إعادة الطبع مرة اخری ضمانآ لما تبقى مخبوء خلف طيات قلبه الرحب وقد تم تنفيذ ذلك بواسطة جهود متحمسة جدا للدكتور أحمد درويش المؤثر عليه تأثيراً مباشراً وعلى سبيل المثال :اعداده لكامل الكتاب الناشر حديثاً بتاريخ نشر غير معروف تحديدا ولكنه بالتأكيد صدر عقب رحيله بفترة قصيرة لانطباق هذه الظروف الواقعية مع سير الاحداث المذكوره سالفا.
