أمروء القيس بن حجر بن الحارث الكندي يعتبر واحداً من أشهر الشعراء العرب في الجاهلية والإسلاميين الأوائل. يُعرف بشعره الرفيع وحكمته التي تجسدت في شعره الشهير "لم يبق إلا الصبر". ولد حوالي العام 519 ميلادي تقريباً في منطقة نجد بالمملكة العربية السعودية حالياً. نشأ وسط بيئة عربية أصيلة مليئة بالحروب والثارات بين قبائله المختلفة.
في شبابه المبكرة، اشتهر امرؤ القيس بروحه العدائية وشجاعته البطولية. لكن هذه الروح أدت إلى نزاعات مع قومه مما جعله مضطراً للهرب أكثر من مرة. أول فراره كان عندما قتل أخيه غير الشقيق النعمان بسبب خلافات حول الملكية. بعد ذلك هرب مجدداً لتجنب الانتقام منه من قبل عمومتي أبيه وأمه الذين رأوا فيه تهديداً للمجتمع القبلي التقليدي.
بعد سنوات عديدة قضاهم يعيش كمنفي، أصبح أمرؤ القيس ملكاً لقبيلته ولقب بلقب "الملك". ولكن طموحاته لم تتوقف عند هذا الحد؛ فقد سعى لتحقيق الوحدة بين العرب تحت رايته. خلال رحلاته الطويلة عبر الجزيرة العربية، تعرف على العديد من الشخصيات البارزة ومنها الخنساء، واحدة من أشهر النساء عربيات في الشعر العربي القديم.
شعره يتميز بالألفة والحكمة والحزن أيضاً. قصائد مثل "لم يبق إلا الصبر"، تعكس روح المرء المتعبة والمعاناة التي مر بها. كما أنه استخدم الشعر للتعبير عن أحلامه وآمال الشعب العربي آنذاك بالوحدة والاستقرار.
مع مرور الوقت, انخفض نفوذ امرؤ القيس حتى وفاته عام 628 م تقريباً نتيجة مرض الجدري بينما كان يسافر نحو مصر. ترك خلفه إرثا غنيا من الأدب والشعر الذي ظل يؤثر بشكل كبير في الثقافة العربية حتى يومنا الحالي.