ابن زيدون وولادة: قصة حب وشعر في بلاط الأندلس

التعليقات · 0 مشاهدات

ابن زيدون، أبو الوليد أحمد بن عبد الله المخزومي الأندلسي، كان أحد أبرز شعراء الأندلس في القرن الخامس الهجري. ولد في قرطبة عام 1003م، واشتهر بشعره الرا

ابن زيدون، أبو الوليد أحمد بن عبد الله المخزومي الأندلسي، كان أحد أبرز شعراء الأندلس في القرن الخامس الهجري. ولد في قرطبة عام 1003م، واشتهر بشعره الرائع الذي امتاز بالبساطة والعمق. كان ابن زيدون خاتم شعراء بني مخزوم، وبرع في نظم الشعر منذ صباه، حيث أطلق مرثيته البليغة على قبر القاضي ابن ذكوان عند وفاته.

في بلاط الأندلس، تعرفت ولادة بنت المستكفي بالله، شاعرة أندلسية من بيت الخلافة، على ابن زيدون. كانت ولادة معروفة بحسن مجلسها وجمالها، وقد انشقت عن النساء وانضمت إلى مجال الشعراء والأدباء. سرعان ما تطورت العلاقة بينهما، حيث أرسلت إليه رسالة مجيبة بعد إصراره على لقائها. ومع ذلك، لم تدم هذه العلاقة طويلاً، حيث تدخل ابن عبدوس، الذي كان يحاول الظفر بولادة مستنداً على ماله، مما استثار حفيظة ابن زيدون.

بدأ ابن زيدون يهجو بابن عبدوس بطريقة لاذعة، مما حول حب بنت المستكفي إلى بغض وكره شديدين. لم ينأى ابن عبدوس عن تدبير المكائد لابن زيدون، فاتهمه بتبديد أموال مؤتمن عليها، فحُطَّ به في السجن. ومع ذلك، لم ينسِ ابن زيدون ولادة، وكتب نونيته المشهورة: "أضحى التنائي بديلاً من تدانينا".

كان شعر ابن زيدون يريح القلب ويهيمن عليه لتمكُنه من كتابة ما يلج في خاطره دون تصنع وبلغة بسيطة سلسة لا عوج فيها ولا التواء. امتاز شعره بالذوق اللغوي والشعري الفريد، حيث مدح به كل من عرفه. كان واسع الاطلاع على شعر المشرق، كما كان يأخذ ممن سبقوه من شعراء الأندلس إلا أنه كان يحتفظ بشخصيته الشعرية المميزة.

توفي ابن زيدون عام 1071م إثر ما ألم به من أمراض، تاركاً وراءه تراثاً شعرياً غنياً يعكس روعة بلاط الأندلس في ذلك الوقت.

التعليقات