ازدهر الفن الأدبي خلال فترة الدولة العباسية التي امتدت لما يقارب الأربعة قرون (750 - 1258 ميلادي). هذه الفترة شهدت تحولات كبيرة ونمو ملحوظ في مجال اللغة والأدب، مما أسهم بشكل كبير في تشكيل هوية الثقافة العربية الإسلامية. كانت بغداد، المدينة الجديدة التي بناها الخلفاء العباسيون، مركزاً للثقافة والفكر العالمي آنذاك بإتساع دورها كعاصمة للإمبراطورية.
أحد أهم خصائص هذا العصر الأدبية هو الاهتمام الكبير باللغة العربية نفسها. فقد حظيت الدراسات النحوية والبلاغية برعاية خاصة منه الخلفاء والمقدرين للأدباء. من أشهر رواد تلك الفترة أبو الحسن علي بن سليمان البغدادي المعروف بابن جنّي، والذي قدم إسهامات هائلة في علم البيان والنقد الأدبي عبر مؤلفاته مثل "الكامل في اللغة". بالإضافة إلى ذلك، ظهر بيت الشعر التقليدي القصير ذو الوزن الجيد والمعنى الغني، وهو ما عرف باسم الشطرنج.
كما اتسم أدب العصر العباسي بتعدد الأنواع والقضايا المطروحة فيه. فبالإضافة إلى الشعر الشعبي والديني، طغى نوع جديد يعرف بالقصة القصيرة أو الرواية الطويلة المعروفة الآن بروايات ألف ليلة وليلة. كما تناول الكتاب مواضيع فلسفية واجتماعية ووطنية مختلفة لم تكن شائعة سابقاً. ومن بين هؤلاء الادباء ابن المقفع ومحمد بن حسن الشهير بلقمان الهوزني صاحب كتاب "الملوك الثلاثة"، وكلاهما ترك آثارا واضحة لأسلوبه الخاص وتميزهما بالموضوعات الخطيرة والجادة.
وفي المجال الدرامي المسرحي أيضاً, بدأت مسرحيات خفيفة ذات محتوى أخلاقي واجتماعي قصيرة مدتها ساعة تقريبًا تُعرض أمام العامة، منها أعمال معروف الرصافي وابن نباتة وغيرهم ممن كتبوا ضمن نهضة جديدة للحياة الاجتماعية والثقافية تحت ظل الحكم الإسلامي المتسامح نسبيا مع الفلسفة والعلم.
بهذه الطرق العديدة اتسم الأدب بالعصر العباسي بطابع مميز تميزّه عنه غيره من الفترات الزمنية الأخرى التي سبقت وأتبعته خلال تاريخ العرب القديم والحاضر.