يُعدّ أبو عبد الله محمد بن علي بن ميثم الشافعي أحد أشهر شعراء العربية وأبرز مفكريها. ولد هذا العالم الجليل عام 157 هـ/774 م وتوفي في العام 204 هـ/820 م تقريبًا. كان له دور بارز ليس فقط كشاعر موهوب لكن أيضًا كمجتهد ومؤسس للمذهب الشافعي في الفقه الإسلامي.

نشأ الشافعي وسط أسرة متدينة محافظة، مما أثّر بشكل كبير على شخصيته ومداركه الشعرية والفكرية. بدأ حياته كاتباً للرسائل والقوانين قبل دخوله عالم الشعر والنثر. حظيت قصائده بالإعجاب بسبب قدرتها على نقل المشاعر الإنسانية العميقة ومعالجة القضايا الاجتماعية والدينية بطريقة فنية ورقيقة.

من بين أعمال الشافعي البارزة "المقنع"، وهو عمل يجمع آرائه الفقهية ويعتبر المرجع الرئيسي لمذهبه. كما ألف كتاباً بعنوان "الأصول" والذي يعد أساس القانون الإسلامي وفق مذهبه. بالإضافة إلى ذلك، ترك العديد من القصائد التي تتناول مختلف المواضيع مثل الأخلاق والإرشاد الديني والحكمة والعاطفة الرومانسية.

على الرغم من تواضع عمره النسبي مقارنة بشخصيات أخرى شهيرة مثل الإمام أحمد بن حنبل وجابر بن حيان، إلا أنه حقق مكانة علمية وفنية راسخة خلال فترة زمنية محدودة نسبياً. يُذكر عنه حرصه الكبير على التعلم والمناقشة مع علماء عصره، الأمر الذي ساهم كثيراً في ثراء مسيرته العلمية والشعرية.

بذلك، يمكن القول إن الحياة والأعمال المتنوعة لأبي عبد الله محمد بن علي بن ميثم الشافعي جعلت منه شخصية فريدة ومتكاملة داخل تاريخ الأدب والثقافة الإسلامية.