الجمع بين أحاديث تفضيل الجماعة على صلاة المنفرد

في صحيح البخاري، هناك حديثان يتحدثان عن تفضيل صلاة الجماعة على صلاة الفذ. الأول يقول: "صلاة الجماعة تفضل صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة" (رواه عبد الله بن

في صحيح البخاري، هناك حديثان يتحدثان عن تفضيل صلاة الجماعة على صلاة الفذ.
الأول يقول: "صلاة الجماعة تفضل صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة" (رواه عبد الله بن عمر)، والثاني يقول: "صلاة الجماعة تفضل صلاة الفذ بخمس وعشرين درجة" (رواه أبو سعيد الخدري).
العلماء جمعوا بين هذين الحديثين من خلال عدة وجوه.
الأول هو أن ذكر القليل لا ينفي الكثير، والثاني هو أن النبي صلى الله عليه وسلم ربما أخبر أولاً بالقليل ثم أعلمه الله بزيادة الفضل فأخبر بها.
الوجه الثالث هو أن الفضل قد يختلف باختلاف أحوال المصلين والصلاة، حيث يمكن أن يكون لبعضهم خمس وعشرون درجة ولبعضهم سبع وعشرون درجة بناءً على كمال الصلاة وخشوعها وكثرة جماعتها وغيرها من العوامل.
الحافظ ابن حجر رجح وجه آخر في الجمع، وهو أن "سبع وعشرين درجة" قد تكون للصلاة الجهرية و"خمس وعشرين درجة" للصلاة السريَّة.
في النهاية، صلاة الجماعة أفضل من صلاة الفذ، ولكن هذا لا يعني أن صلاة الفذ غير صحيحة أو غير مجزئة.
بل هي صحيحة ومجزئة، ولكن ترك الجماعة لوجوبها.

الفقيه أبو محمد

17997 مدونة المشاركات

التعليقات