لسان الدين بن الخطيب، واسمه الكامل عبد الله بن محمد بن أحمد بن خطيب الأندلسي، يعتبر واحدًا من أهم علماء العربية وآدابها خلال العصر الذهبي للإسلام. وُلد هذا العالم البارع عام 716 هـ (1316 م) في غرناطة بإسبانيا التي كانت تحت الحكم الإسلامي آنذاك. يعد ابن الخطيب شخصية متعددة الجوانب؛ فهو شاعر ومؤرخ وفيلسوف ولغوي بارع.
درس ابن الخطيب العديد من الفنون والأدب لدى كبار الأدباء والشيوخ في عصره، مثل أبي عمرو الداني وأبي الوليد الباجي، مما ساعده على ترسيخ مكانته كأحد رواد الأدب والفكر العربي. اشتهر بشعر قصائده الرقيقة والمعبرة، والتي عكس فيها مشاعره ومواقفه الفلسفية تجاه الحياة والقضايا الاجتماعية والثقافية. كما ألف كتاب "العيون والحدائق"، وهو موسوعة علمية ضخمة تتناول مختلف الموضوعات بما فيها التاريخ والجغرافية والتاريخ الطبيعي والحكم والمواعظ وغيرها الكثير.
بالإضافة إلى ذلك، لعب ابن الخطيب دورًا هامًا في السياسة والإدارة أثناء حكم بني نصر في غرناطة. خدم كمستشار ملكي ومسؤول حكومي رفيع المستوى، ما يعكس مدى تقديره وثقة الحكام فيه. لكن أشهر أدواره بلا شك كانت كتابة المدائح النبوية الرائعة والتي ساهمت بشكل كبير في تشكيل الوعي الثقافي والديني للأجيال القادمة.
توفي لسان الدين بن الخطيب عام 776 هـ (1374 م)، تاركًا إرثًا ثقافيًا ودينيًا زاخرًا أثرت نتائجه حتى يومنا هذا. يبقى اسمه رمزاً للتميز العلمي والأدبي والسياسي في تاريخ الشرق الأوسط والعالم الإسلامي ككل.