في زاويةٍ مِنْ حُروفِي المُشتَّتَة العابرة لأفقِ الوجدآن، أحاول كتابة معاناة النفس التي تعاني فراقاً مؤلماً. تلك هي لحظات الألم والصمت حين تكون القلوب هباءً بين يدي الزمن الجائر والمفرق للأحبّة. كأنما الحياة تحولت إلى سلسلة طويلة من اللحظات المؤلمة والنوائب المتلاحقة، كل واحدة منها تجدّد الطعنات وتؤكد غربة المسافرين عبر درب العمر القصير.
هذه القصيدة ليست مجرد كتابات شعرية بل هي انعكاس حي لواقع ينخر في قلوب الكثير ممن عاشوا هذا النوع من الآلام. إنها رسالة لكل شخص فقد عزيزاً له، ولكل قلب انتقل منه الحب إلى مكان آخر غير متوقع. إنّها رحلة الشعور بالضياع والفراغ، رحلة البحث الدائم عن علامات وجود المحبوب حتى وإن كانت محض خيالات وأمانيات.
إن الانسان مهما بلغ من قوة الروح قد يستسلم يوماً أمام طوفان مشاعر الفقد والخيبة. فالحب ليس فقط شعوراً جميلاً خلال الأوقات الحلوة ولكن أيضاً آلاما عميقة أثناء مواجهة المصائب والحوادث المؤسفة لقضاء الله سبحانه وتعالى. لذلك فإن هذه الأشعار تعتبر وسيلة للتعبير والتخفيف من وطأة التحديات العاطفية الشاقة والتي قد نمر بها جميعاً في مراحل مختلفة من حياتنا.
وفي نهاية المطاف يبقى الأمل وهو ما يحافظ على حياة الإنسان ويزودها بالأسباب للاستمرار رغم الظروف الصعبة. فهذا العالم مليء بالتناقضات لكن الحب والحزن هما جانبان للحقيقة الإنسانية الواحدة التي نقاوم فيها قدرنا بالمقاومة والسعي نحو تحقيق الذات والبقاء دائمين على طريق الحياة حتى لو كان ذلك يعني تحمل عبء فراقه المرير.