في يوم مشمس من أيام الصيف الجميلة، قررت أنا وعائلتي القيام برحلة إلى الجبال الهادئة لقضاء بعض الوقت الثمين معاً. كانت هذه الرحلة أكثر من مجرد مغامرة؛ إنها فرصة لتعزيز الروابط الأسرية وتبادل القصص والدروس التي نستمد منها القوة والعزيمة.
انطلقنا باكراً بعد تناول وجبة الإفطار المتواضعة ولكنها مليئة بالدفء العائلي. كان الطريق تحت الشمس الوثبة ملئ بالتحديات الصغيرة والممتعة مثل محاولة التقاط الصور الجماعية أثناء سير السيارة عبر المنعطفات الحادة. وصلنا أخيراً إلى وجهتنا، وهي منطقة جبلية هادئة تحيط بها الغابات الخضراء والأنهار الباردة الواضحة.
بعد نزول خيمتنا وإعداد الطعام، بدأ الأطفال في اكتشاف المنطقة والاستكشاف بنشاط غير محدود بينما شاركت الأمهات في طهي وجبتنا الأولى المشتركة. لقد استمع الجميع بحماس عندما روت جدتي حكايات قديمة عن أسلافنا وكيف كانوا يستعدون لمثل هذا النوع من المغامرات. كانت تلك اللحظات تعليمية للغاية وأعطانا جميعا إحساساً بالإنتماء والتاريخ العميق لعائلتنا.
أما بالنسبة لي، فقد اخترت التجول بمفردي لأشعر بطبيعة المكان الطبيعية الرائعة. جلست بجوار شلال صغير ولاحظت كيف تجري المياه الصافية بتناسق وسلاسة نحو قاع الوادي. شعرت حينذاك بأن الحياة نفسها تسير بمثل طريقة هذا الشلال - بثبات وببساطة تجاه هدف واضح وهو الوصول للبحر الكبير للحياة الإنسانية.
وفي المساء، جلسنا حول النار الدافئة نتشارك قصائد شعرية ونضحك بكل صدق بلا حدود. كل واحدة من تلك الفعاليات الصغيرة خلقت ذكريات رائعة ستظل محفورة في ذاكرتنا للأبد. عند غروب الشمس، بدأنا بإعداد النوم بانتظام كالعادة إلا أنها الليلة مختلفة تماما لما فيها من هدوء داخلي عميق يسود النفوس البشرية بشكل عام وفي نفوس أفراد عائلتي بشكل خاص نتيجة لهذه التجربة النادرة.
هذه الرحلة هي حقاً دروس حياة تقدم لنا درسًا مميزًا: إن قوة الحب والحفاظ عليه بين الأسر تكمن أساسا في تبادل التجارب والمعرفة والقرب الجسدي والنفسى خلال هكذا مواعيد تاريخيه مشتركة والتي تعتبر جزء مهم جدا فيما يسمونه "أوقات الراحة" كما جاء مؤخرا بالأبحاث النفسية الحديثة والتي تشجع عليها أيضا الدين الإسلامي المبني على المحافظة على العلاقات الأسرية خاصةً لدى المسلمون العرب الذين يركزون دائماًعلى أهميتها وحسن إدارة وقتها بصورة فعالة ومؤثرة للإيجابي داخل المجتمع الأسري العام .
