تعتبر مدينة جيجل الواقعة شمال شرق الجزائر العاصمة قلعة ساحلية فريدة، تمتزج فيها الجمال الطبيعي الأخاذ مع تاريخها العريق وثقافتها المتنوعة لتقدم تجربة سياحية غنية ومتعددة الأوجه للزوار من كل مكان. تُعرف جيجل باسم "مدينة الشباب"، وذلك بسبب شواطئها الرملية البيضاء اللامعة والمياه الفيروزية الصافية التي تشجع على الاستمتاع بأنشطة الترفيه المائية مثل السباحة والتجديف بالكاياك وركوب الأمواج. وفيما تتدلى الشلالات المطلة على البحر، تكشف المدينة جمالها الفريد الذي يمزج بين بساطتها وتطورها الثقافي والحضاري عبر القرون.

تاريخياً، كانت جيجل نقطة استراتيجية مهمة منذ العصور القديمة، حيث ذكر المؤرخ اليوناني هيرودوت هذه المنطقة عام 450 قبل الميلاد كجزء من مملكة نوميديا. خلال الحروب الرومانية، كانت المدينة محصن قوي دفاعاً ضد البربر. وبمرور الوقت، أصبحت مركزاً هاماً للتبادل التجاري البحري والثقافي تحت الحكم العثماني، مما ترك بصمة واضحة في هندسة المدينة ومطبخها المحلي حتى اليوم.

اليوم، تقدم جيجل لمحبي التاريخ زيارة إلى متحف الحضارات المعاصرة الذي يعرض الأعمال اليدوية التقليدية وأعمال الفنانين التشكيليين الشعبيين. كما يمكن للمسافرين التنزه في أسواق المدينة التقليدية ورؤية الفنون الشعبية والأطعمة الطازجة المنتجة محليا والتي تعكس روح الجزائري العريقة. بالإضافة لذلك، فإن المناظر الخلابة لجبل تازروت القريب توفر فرصة رائعة للاستجمام والاسترخاء وسط هدوء الطبيعة وسكونها.

بفضل موقعها المثالي عند ملتقى البحر والجبال، تعد جيجل وجهة مثالية لأولئك الذين يرغبون بتجربة ساحر الشرق الأوسط مع دفء ودقة العالم العربي والعروبي بشكل خاص. إنها بالفعل واحدة من أجمل مدن الجزائر وهي تستحق بالتأكيد الزيارة لتعيش تجارب العمر وتعايش تراث ثقافاتها المختلفة الرائع!