البحر الطويل يعتبر واحداً من أشهر الأبحر العربية التي استخدمتها شعراء القدامى والمعاصرين لنظم أشعارهم. يُشتهر هذا الوزن بتوازنه المتناسق وجلالاته اللفظية التي تعكس الثراء العاطفي والفكري للشعر. تتكون القصيدة المكتوبة على البحر الطويل عادةً من 17 مقطعاً، كل منها يتألف من ستة مقاطع صوتية.
من بين الشعراء الذين برعوا في كتابة القصائد على البحر الطويل نجد الشاعر الجاهلي طرفة بن العبد بن سنان، والذي قال:
"إذا ما الليل أرخى حجاب سودا على الدنيا فدمعتي منه دمعة ظما"
ويشير البيت إلى استخدام البحر الطويل للحزن والتعبير عن المشاعر العميقة. كما يستخدم هذا البحر أيضاً للتوسل والشوق كفي قصيدة "ديوان الحماسة" لأبي تمام:
"ياهذا إن غدا المطلب مرتجى ومستقبلك يمين الله موثقٌ."
بالإضافة لذلك، يمكن للقصيدة على البحر الطويل أن تحمل طابع النصح والإرشاد مثل قوله لبيد بن ربيعة:
"لا خيرَ في ودٍ تَبِعَهُ تُذَمَّ وخيرُ الوُدِّ ما كان مُؤلَفاً راسخَا."
هذه الأمثلة توضح تنوع واستخدامات هذا النوع الفني الغني بالشعر العربي.