حامد زيد، الشاعر والأديب الكويتي الكبير، هو أحد الأسماء التي تركت بصمة واضحة في تاريخ الثقافة العربية الحديثة. ولد في جزيرة فيلكا عام 1917، وهي الجزيرة التي سحرته منذ الطفولة وتركت انطباعاً عميقاً عليه طوال حياته. هذه البيئة البحرية أثرت بشكل كبير على شعره وأدبه، مما جعله يعتبر "سفينة" بالأدب العربي الحديث.

زيد, المعروف أيضاً باسم "شيخ الشعراء"، كان صاحب رؤية أدبية فريدة. لم يكن مجرد شاعر ولكنه كاتب قصة ومقالات نثرية أيضا. كتاباته كانت تعكس مشاهد الحياة اليومية والبسيطة في المجتمع الخليجي والعربي، بالإضافة إلى تناول القضايا السياسية والاجتماعية بطريقة شعرية مميزة.

كان له دور بارز في الحركة الشعرية الكويتية والخليجية خلال القرن العشرين. قصائده مثل "في الليل" و"الأرض تبكي" شكلتا جزءاً أساسياً من تراث الأمة العربية, مستوحاة كما يبدو من تجاربه الشخصية ومعرفته بالبيئة المحلية المتنوعة. وقد ترجمت أعماله إلى العديد من اللغات العالمية، مما يعكس مدى انتشار تأثيرها العالمي.

على الرغم من إقامته الطويلة خارج الوطن بسبب دراسته وعمره المتقدم، إلا أن زيد ظل ملتزمًا بتراث بلده وثقافته، وهو ما عكس روح الوطنية والقومية العربية فيه. إن حياة هذا الرجل المثقف تعد حقاً "رحلة سفينة" عبر الزمن - مليئة بالمغامرات الفكرية والثقافية والحنين الدائم لأصوله الأولى.