في رواية "دعاء الكروان"، التي تعد واحدة من الأعمال الأدبية البارزة للكاتب المصري طه حسين، يتم تقديم قصة مؤثرة تعكس جوانب عديدة من الحياة المصرية خلال الحقبة التاريخية التي كانت تحتلها الرواية. تدور أحداث القصة بشكل أساسي حول شخصية شموس، وهي امرأة مصرية تقليدية تتبع الطرق التقليدية للمجتمع الريفي.
شموس هي الزوجة الوفية لزوجها سعد الدين، والذي يقع في حب ليلى الجميلة ويفكر في ترك عائلته لها. هذا الحب الغير متبادل بين سعد وليلى يكشف عن طبيعة البشر ومعاناتهم الداخلية. بينما تجسد ليلى الجمال الخارجي والأحلام المستحيلة، فإن شموس تمثل الروح الحقيقية للأمان والاستقرار الأسري - رغم كل الصراعات والخيانة التي تواجهها.
تظهر الرواية أيضا الظروف الاجتماعية والثقافية المعقدة لهذه الفترة الزمنية، بما فيها التحولات الاقتصادية والتغيرات السياسية الناجمة عن الاحتلال البريطاني لمصر. بالإضافة إلى ذلك، يستعرض العمل دور المرأة في المجتمع آنذاك وكيف يمكن لأفعال بسيطة مثل "الدعاء" أن تكون ذات تأثير كبير حتى في أكثر الأوقات تحديًا.
أخيرا وليس آخراً، يعبر كتاب "دعاء الكروان" عن مشاعر الفقدان والعزلة والحنين للعلاقات القديمة - وهو ما ينعكس بشدة عندما يفقد شموس زوجها وأطفالها في سلسلة من الأحداث المؤسفة. وعلى الرغم من هذه الخسائر، تبقى ثابتة ومصممة، مما يدل على قوة الروح الإنسانية والقوة الداخلية للإنسان أمام الشدائد. إنها رحلة مليئة بالعاطفة والإرهاق والإلهام.