بحر البسيط، أحد أبحر الشعر العربية العتيقة والمفضّلة لدى الشعراء عبر التاريخ، يعتبر مرآة تعكس جمال اللغة العربية وغنى مضامينها. هذا البحر يتميز بتكرار وزن "مستفعلن مستفعلن مستفعلن"، وهو ما يعطي للشعر نغمات متوازنة وهادئة تصلح للتعبير عن مختلف المواضيع العاطفية والفلسفية.
تعود جذور اسم "البسيط" إلى بساطته الظاهرة؛ فوزناته واضحة ومباشرة ولا تحتاج لأي تعديلات أو تغييرات معقدة مما جعل منه خيارا محبوبا للأدباء والشعراء. ومن بين أشهر شعرائنا الذين استخدموا هذا البحر نجد الشاعر الكبير أحمد شوقي، والذي غالباً ما كان يستعين بهذا البحر لنقل أحاسيس الحب والألم بشكل خاص. كما برزت قصائد العميد حافظ إبراهيم في فضاء هذا البحر أيضا.
على الرغم من سهولة الوزن والتفعيلة، فإن عمق الرسائل التي يحملها البحر البسيط ليست بالبساطة نفسها. يمكن استخدام هذه القصائد للحديث عن حكايات الحياة اليومية، الحنين إلى الوطن، التأمل الروحي، بالإضافة إلى الرثاء والحكمة. إنها ليست مجرد كلمات تتبع وتيرة ثابتة، ولكنها أيضاً أدوات قوية لالتقاط الجوانب المعقدة من التجربة البشرية.
في النهاية، يعد البحر البسيط جزءاً أساسياً من ثروة الشعر العربي الغني بالأصالة والمعاني القيمة. إن قدرته على الجمع بين الوضوح والصراحة وبين العمق والعاطفة تجعله دائماً محور اهتمام الجمهور الثقافي المحب لشعر العرب.