- صاحب المنشور: سعدية الشاوي
ملخص النقاش:تواجه المجتمعات الحديثة تحديًا كبيرًا يتمثل في دمج المهاجرين الجدد الذين يفتقرون غالبًا إلى المعرفة باللغة المحلية وثقافة البلد المضيف. هذه التحديات قد تؤدي إلى عوائق كبيرة أمام اندماجهم اجتماعيًا واقتصاديًا. يُعدُّ التعليم وتعلم اللغة أداتين حيويتين لحل هذه المشكلة حيث أنهما يستطيعان توفير فهم أفضل لثقافة البلاد الجديدة وكسب المهارات اللازمة للتفاعل الفعال داخل مجتمعاتها.
من الناحية الثقافية، يجد العديد من المهاجرين الجدد صعوبات في التعامل مع القواعد الاجتماعية والقيم المتعارفة عليها محلياً. إن تعلم اللغة يساعد هؤلاء الأفراد على الوصول إلى المعلومات التي توضح لهم تلك العادات والتقاليد بطريقة أكثر فاعلية من الترجمة المكتوبة أو الصوتية. كما يسمح لهم التواصل باستخدام لغتهم الأم بالتعبير بحرية أكبر عن مشاعرهم وأفكارهم الأساسية مما يعزز تقديرهم الذاتي ويساهم أيضاً في بناء شبكة دعم قوية بين أفراد نفس الطائفة العرقية والدينية. بالإضافة لذلك، فإن الخبرات الشخصية والمعرفية المنتشرة بين الأجيال المختلفة داخل عائلتهم تساهم بتعميق فهم ثقافتهم الأصلية ومواءمتها بعناصر جديدة مستمدة من الثقافة المستقبحة.
دور التعليم واللغة
يلعب كلا القطاعين دوراً رئيسياً بخلق فرص عمل مناسبة لمجموعة متنوعة من السكان ضمن اقتصاد واحد متعدد الثقافات. يتطلب سوق العمل العالمي اليوم مهارات خاصة كالقدرة على حل المشكلات واتخاذ القرارات والإبداع - وهي أمور تعتمد بشدة على القدرة على الاتصال الواضح سواء بلغتك الأولى أو الثانية حسب السياق الذي تعمل فيه. يؤثر ضعف مستوى معرفة الفرد بلغة أخرى غير لغته الأم سلبياً على احتمالية الحصول على وظيفة ذات رواتب عالية واحتمال تحقيق نجاح عملي طويل المدى نظراً لانخفاض شروط المفاوضات المحتملة حول الرواتب والأمور الأخرى مثل المساواة الوظيفية وحماية حقوق الإنسان أثناء العمل وغير ذلك الكثير.
نحو استراتيجيات فعالة
لتسهيل عملية الدمج لهذه الفئة المهمشة نسبيًا مقارنة بسكان الدولة الأصليين، ينبغي تطوير سياسات تعليمية وإرشادية شاملة تستهدف كل مرحلة عمرية بداية من رياض الأطفال حتى البالغين الراغبين بإعادة تأهيل لقدراتهم المعرفية لتحسين فرصة تنافسيتهم بالسوق المحلية والعالمية كذلك . وينبغي تركيز جهود التدريس الأكاديمية نحو تعزيز الثقة بالنفس لدى طلاب وطالبات الهجرة عبر تشجيع تبادل التجارب الحياتية المختلفة وتعزيز الشعور الانتماء للجماعة