في عالم مليء بالجدل والتقدم التقني السريع، هناك قيم ثابتة تمرّرت عبر الأجيال والتي لا تزال تحتفظ بمكانتها الخاصة في قلوبنا؛ واحدة من هذه القيم هي حب الأم وتقدير دورها المحوري في بناء المجتمع. إليكم بعض أبيات الشعر التي تعكس جمال ومكانة الأم في الثقافة العربية والإسلامية:
الأم كنز ثمين، مصدر الحب الحقيقي والمعرفة الأولى، فبفضل جهودها وبركاتها ينمو الأطفال ويتطورون إلى رجال وأمهات غدًا. يقول الشاعر العربي الكبير أحمد شوقي:
"ما كل ما يتمنى المرء يدركه... ولكن صدق الوعد من أخلاق الفصحى"
وفي هذا البيت يكمن تأكيد على أهمية الصدق والأمانة، وهما من أعظم الصفات التي يمكن للأم أن تنميها لدى أبنائها منذ سن مبكرة جدًا. إن دور الأم ليس فقط تغذية الطفل جسديًّا، بل أيضًا تربيته روحياً وأخلاقيًا لينمو ليكون عضو فعال منتج ومعطاء للمجتمع.
كما يشير شعراء آخرون مثل نزار قباني إلى عمق العلاقة بين الابن وأمه قائلاً:
"أمّاهُ يا رمزَ العَطفِ والحنانِ... عشتِ لأجلِ سعادةِ أولاديك"
تؤكد هذه القصيدة على مدى تضحية واستعداد الأم الدائم بذاتها من أجل رفاهية ورعاية ذريتها. إنها رحلة الحياة القاسية التي تثبت فيها الأم أنها جوهرة نادرة تستحق الاحترام والتقدير بلا حدود.
إن وجود أم كريمة وصبورا وجذابة هو هدية عظيمة لن تحظى بها إلا القليل من الناس وهو نعمة يستحق الشكر عليها دوماً. فلنعرب دائمًا عن امتناننا لكل تلك السنوات الطويلة المتواصلة التي قضتها "النجمة الشرقية"، كما يصفها الجواهري, تعمل بدون ملل لتوفير بيئة آمنة ومحبة لأطفالها.
ختاماً، دعونا نتذكر دومًا أن تشجيع وحماية وتعليم الآباء مهم للغاية ولكنه ليس الأولوية الوحيدة; فالجهود التي تبذلها النساء - خاصة أولئك الذين يلعبن دور الأم - تساهم بشكل كبير في نجاح وعظمة مجتمعاتنا وثقافاتنا الفريدة. وبالتالي فإن الاحتفاء بدور الأم وفيضان محبة واحترام تجاههن أمر ضروري لبناء مستقبل أكثر إشراقا للأجيال الجديدة القادمة.