جميلة بوحريد: رمز للمقاومة الجزائرية ضد الاستعمار الفرنسي

تُعدّ جميلة بوحريد اسمًا لامعًا في سجلات النضال الجزائري المستمر من أجل الحرية والاستقلال. ولدت عام 1926 خلال فترة الاحتلال الفرنسي للجزائر، وهي الفتر

تُعدّ جميلة بوحريد اسمًا لامعًا في سجلات النضال الجزائري المستمر من أجل الحرية والاستقلال. ولدت عام 1926 خلال فترة الاحتلال الفرنسي للجزائر، وهي الفترة التي شهدت مقاومة شرسة من جانب الشعب الجزائري لاستعادة حقه في تقرير المصير. كانت حياة جميلة مليئة بالإصرار والشجاعة حتى أنها كونت جزءاً لا يتجزأ من الحركة الثورية هناك.

بدأت علاقة جميلة بالنشاط السياسي مبكرًا عندما انضمّت إلى الاتحاد الديمقراطي للبيان الجزائري (UDMA) وهو أحد أول وأهم الأحزاب السياسية الوطنية التي أسستها الطبقة المثقفة في الجزائر. بعد ذلك، دخلت عالم الجهاد المسلح وانضمت رسميًا لــ "جبهة التحرير الوطني" والتي قادها هواري بومدين وعلي لابوانت في بداية الثورة. عملت كمراسلة بين مختلف المناطق تحت الأرض لتجميع القوات وتنظيمها قبل إطلاق حملتها العسكرية الشهيرة سنة ١٩٥٤ .

لعبت دورًا هامًّا كمدربة عسكرية ومقاتلة شجاعة داخل صفوف المجاهدين الذين كانوا يواجهون القوة الغازية بمختلف أشكال المقاومة الشعبية ومن ضمن تلك الأشكال العمل الإرهابي. وقد أدَّت أعمالها البطولية دوراً محورياً في التأثير بشكل كبيرعلى الرأي العام العالمي تجاه قضية استقلال الجزائر.

وعلى الرغم من اعتقالها وتعذيبها الوحشي أثناء التحقيق معها إلا إنها رفضت الكشف عن معلومات حساسة حول عمليات الجيش الوطني الجزائري واستمرت بإظهار قوة عزيمة وإيمان الراسخ بدور المرأة الفعال ضمن مجتمع قوي مستقل عن نظام الحكم الاستعماري الظالم. هذه الروح الصلبة جعل منها مثال أعلى لكل امرأة جزائرية تسعى للحفاظ على حقوق شعبها والتراث الثقافي الخاص بها. حتى الآن ، تعد قصة حياتها مصدر إلهام للأجيال الجديدة الذين يعملون بنفس القدر من الشجاعة والإصرار لتحقيق المساواة الاجتماعية والسياسية داخل المجتمع الحديث اليوم بالمغرب العربي وباقي الدول الإسلامية الأخرى أيضاً.

التعليقات