ابن فطيس: رحلة عبر التاريخ الشعري العربي

يُعدّ الشاعر عبد الرحمن بن محمد بن علي بن إبراهيم الأنصاري المعروف بابن فطيس أحد رواد الشعر العربي خلال القرن الثاني عشر الهجري. ولد هذا الصوفي العاشق

يُعدّ الشاعر عبد الرحمن بن محمد بن علي بن إبراهيم الأنصاري المعروف بابن فطيس أحد رواد الشعر العربي خلال القرن الثاني عشر الهجري. ولد هذا الصوفي العاشق للقرآن الكريم عام 1118 ميلادي/512 هـ في مدينة طرابلس الليبية وتلقى تعليمه فيها قبل الانتقال إلى مصر ودمشق حيث درس علوم الدين والشريعة وأتقن اللغة العربية بشكل عميق مما جعل منه شاعراً بارعاً ومفكراً أصيلاً.

كان لشعر ابن فطيس تأثير كبير على الأدب العربي بسبب بساطته وعمقه في آن واحد؛ فقد جمع بين الفلسفة والصوفية بطريقة فريدة لم يسبقها إليها كثيرون قبله. يُعتبر ديوانه "الروض الأنف" أشهر مؤلفاته وهو عبارة عن مجموعة متنوعة ومتنوعة من القصائد التي تغطي مواضيع متعددة مثل الغزل والعشق والحكمة والمواعظ الدينية وغيرها الكثير. كما كتب أيضاً العديد من الرسائل والأراجيز والتي تعد جزءاً أساسياً من تراثه الأدبي.

بالإضافة إلى ذلك، كان لابن فطيس اهتمام خاص باللغة القرآنية وكان يرى أنها جوهر الشعر الحقيقي. يؤكد المؤرخون أنه قد استلهم من الآيات القرانية ليخلق أشعاراً تحمل نفس الروحانية والمعنى العميق للحرف المنزل. رغم كونه عاش حياة زاهدة ورغم فقره الكبير إلا إنه ترك إرث هائل سيظل ملهماً للأجيال القادمة. إن شعر ابن فطيس ليس مجرد أبيات مكتوبة بل هو نافذة على روحانية وعقل تجاوز الزمان والمكان.


مؤمن المهيري

10 مدونة المشاركات

التعليقات