في عالم الخيال والأدب العربي، يبرز اسم حامد زيد كأحد ألمع النجوم التي سطع نجمها في سماء الإبداع والتعبير الأدبي. ولد الشاعر والمؤلف العراقي الشهير عام 1948 في بغداد، ليبدأ رحلة أدبية غنية بالثراء والإسهامات البارزة في المشهد الثقافي للعصر الحديث.
تعد مسيرة حامد زيد الأدبية مثالاً لما يمكن تحقيقه بالإصرار والعزيمة. بدأ حياته كمدرس قبل أن ينجذب إلى الفنون والآداب، مما دفعه لدراسة اللغة العربية وآدابها في جامعة بغداد. لكن موقفه السياسي خلال فترة حكم صدام حسين أجبره على الهجرة إلى لندن عام 1975، حيث استمر في تنمية مواهبه وإطلاق طاقاته الإبداعية.
كان لأعمال حامد زيد تأثير عميق على القراء العرب حول العالم. كتاباته تعكس مزيجًا فريدًا بين الرومانسية والشعر الحر، مع لمسات من الواقعية والصوفية. أشهر رواياته "العمى"، والتي نشرت بعد وفاته عام 2006، حققت نجاحًا كبيرًا وترجمت إلى عدة لغات. كما لاقت قصائد مثل "النهر الأبيض" صدى واسع لدى القرّاء الذين وجدوا فيها انعكاسًا صادقًا للحياة اليومية والمعاناة الإنسانية.
بالإضافة إلى إبداعاتِهِ الشخصيةِ، كانت مشاركاتُه السياسية أيضًا جزءً مهمًّا من تجربته. عادَ حامدُ زيد إلى العراق بعد سقوط نظام حزب البعث لتغطيّة أحداث ما بعد الحرب كتابةً وتقديم تقارير تلفزيونية مباشرة لقنوات بي بي سي وغيرها من المنابر الإعلامية العالمية الكبرى. وقد أثبت بذلك أنه ليس فقط شاعر ومؤلف بارع وإنما صحفي مخلص وشاهد عيان للأحداث الجارية.
توفي حامد زيد سنة ٢٠١٤ تاركا خلفه تراثا ثقافياً ثرّا يحكي قصة حياة مليئة بالتحديات والنجاحات المتواصلة عبر الحدود والجنسيات المختلفة. يبقى ذكراه خالدة في قلوب محبيه وتعبيرات أدبية تستلهم روح شخصيته الرائعة والفريدة من نوعها.