على الرغم من عدم وجود دليل قاطع على صحة ديوان علي بن أبي طالب رضي الله عنه، إلا أن هناك شعراً كثيراً منسوباً إليه، ويبدو أن علياً كان شاعراً موهوباً، حيث أورد له أهل الأخبار والأدب شعراً في مواضع مناسبة. ومع ذلك، فإن معظم الشعر المنسوب إليه هو موضوع، وقد حمل عليه البعض لإظهار مكانته في نفوس المسلمين.
يقول خير الدين الزركلي: "أما ما يرويه أصحاب الأقاصيص من شعره وما جمعوه وسموه "ديوان علي بن أبي طالب": فمعظمه، أو كله، مدسوس عليه". ويعلق الأستاذ عبد الرحمن المصطاوي على هذا الكلام قائلاً: "لعل كلمة الزركلي هذه في شعره رضي الله عنه هي الأقرب إلى الحقيقة، ذلك لأن معظم شعره رضي الله عنه منسوب إليه، أو منحول كما يقول نَقْدة الشعر العربي".
ويشير الأستاذ جواد علي إلى أن "شعراً كثيراً منسوباً لعلي بن أبي طالب هو موضوع، صنع وحمل عليه"، ويضيف: "وأكثر ما جاء في الديوان الذي يحمل اسمه هو من هذا القبيل". ويذكر أن "في هذا الديوان غث كثير، وفيه ما لا يمكن إرجاعه إلى علي أبداً".
ومع ذلك، هناك بعض الأشعار التي ثبتت مسندة لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه، مثل الأرجاز التي أجاب بها مرحباً ملك خيبر عندما خرج ليبارزه. كما أورد مسلم في صحيحه قصة غزوة خيبر حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لأعطين الراية رجلاً يحب الله ورسوله أو يحبه الله ورسوله"، وأتى علياً بها.
في الختام، رغم عدم اليقين بشأن صحة ديوان علي بن أبي طالب رضي الله عنه، إلا أن هناك شعراً كثيراً منسوباً إليه، ويبدو أن له موهبة شعرية، ولكن يجب التعامل مع هذا الشعر بحذر وتقييم كل بيت على حدة.