- صاحب المنشور: فاطمة بن عزوز
ملخص النقاش:في ظل الثورة الرقمية الحديثة، أثبتت التكنولوجيا أنها قوة تغييرية هائلة في جميع جوانب الحياة. بالنسبة للمجتمع العربي، هذه القوة ليست استثناء. لقد أدخلت التكنولوجيا تغييرات عميقة في الطريقة التي نعيش بها حياتنا اليومية، نتواصل مع الآخرين، نحصل على المعلومات، ونشارك الثقافة والتقاليد.
من جهة إيجابية، سهّلت وسائل الاتصال عبر الإنترنت مثل الشبكات الاجتماعية والبريد الإلكتروني والمحادثات الفورية التواصل بين الأشخاص بغض النظر عن المسافات الجغرافية. هذا يعزز الروابط العائلية والتجمعات الاجتماعية كما يوفر فرص عمل جديدة للشباب. بالإضافة إلى ذلك، تتيح تكنولوجيات التعليم الرقمي الوصول إلى كم هائل من المعرفة والموارد educational resources لأي شخص لديه اتصال بالإنترنت.
التأثيرات المحتملة
لكن هناك أيضاً بعض الآثار الجانبية التي تستحق المناقشة. قد يؤدي الاعتماد الزائد على التكنولوجيا إلى الشعور بالعزلة الاجتماعية لدى البعض بسبب تقليل الاحتكاك الشخصي المباشر. كذلك، يمكن أن يتسبب التسلط الرقمي Cyberbullying والإدمان على الأجهزة الذكية في مشاكل نفسية وصحية للأفراد. علاوة على ذلك، فإن الفجوات الرقمية Digital Divide -حيث لا يتمتع الجميع بنفس القدر من الوصول أو المهارات التقنية–يمكن أن تعمق عدم المساواة الاقتصادية والثقافية.
وفيما يتعلق بالتراث الثقافي والديني، تحتاج المجتمعات العربية إلى الحفاظ على قيمها وهويتها وسط بحر المعلومات الهادر المتاح عبر الانترنت. وهذا يعني ضرورة تعزيز التربية الإعلامية Media Literacy وتوعية المستخدم حول كيفية اختيار واستخدام المحتوى الذي يناسب قيمه ومبادئه الدينية والأخلاقية.
بشكل عام، تواجه مجتمعاتنا تحديات كبيرة لتنظيم استخدام التكنولوجيا بطرق مستدامة وإيجابية تحقق فوائد للتطور الاجتماعي والاقتصادي دون التأثير سلباً على الهوية والقيم المحلية.