مصر: مهد الحضارات وجوهرة الشرق

مصر، التي غنت لها القريض وغاص في عشقها الشعراء عبر التاريخ، ليست مجرد مكان جيولوجي على خريطة العالم، بل هي حقيقة روحية تستحوذ على قلوب وعقول جميع من ز

مصر، التي غنت لها القريض وغاص في عشقها الشعراء عبر التاريخ، ليست مجرد مكان جيولوجي على خريطة العالم، بل هي حقيقة روحية تستحوذ على قلوب وعقول جميع من زاروها وسكنوها. إنها "هبة النيل"، كما وصفها المؤرخ اليوناني هيرودوت، استناداً إلى دور نهر النيل الحيوي في خلق الحياة والحفاظ عليها لما يقرب من ستة آلاف سنة مضت.

هذه الأرض المقدسة شهدت ولادة واحدة من أقدم الحضارات البشرية -الحضارة المصرية القديمة-. برجالها العملاقة والأهرامات الشهيرة والمعابد المهيبة التي ما زالت قائمة شاهداً على براعة هندستهم وتعقيد دينهم وثقافتهم. هذا الإنجاز الهندسي والفني يشهد للعزيمة الإنسانية وتحدي الظروف الصعبة والبقاء رغم التقلبات الزمنية. تعتبر منطقة الجيزة معقل الأهرامات، وموقع رامسيس الثاني ووادي الملوك والملكات مثالاً حيًا على عظمتها.

إن الموقع الاستراتيجي لمصر ليس فقط جغرافياً، ولكنه أيضاً سياسياً. تربطها روابط تاريخية واقتصادية مهمة بالدول الأخرى كونها بوابة لقارتين رئيسيتين هما إفريقيا وآسيا، مما يجعلها جسراً ثقافياً وتجارياً هاماً بينهما. المناخ معتدل والمناظر الطبيعية ساحرة، لذلك فهي الوجهة السياحية المفضلة لدى الكثير حول العالم.

لكن مصر أكثر بكثير من مجرد جمال طبيعي أو مواقع أثرية. فهي منبع الفنون والعلم والثقافة الإسلامية والعربية. ذكر اسم مصر مباشرة في القرآن الكريم عندما أمر الله يوسف عليه السلام والديه بالدخول إليها بأمان. وهذا الاعتراف القرآني يؤكد مكانتها الروحية الهائلة.

الشعب المصري معروف بكرم الضيافة وحسن التعامل والدفاع المستميت عن وطنه. الحب العميق لوطنهم والتضحيات الكبيرة التي قدموها لصالح وطنهم تثبت ولاءهم وانتماءهم له. نشأت العديد من القصائد والأبيات الشعرية الوطنية تكريمًا لشجاعتهم وصمودهم أمام المصائب العديدة طيلة العقود الماضية.

وفي النهاية، تبقى مصر رمزًا للأصالة والحضارة والتاريخ المشرف لكل عربي وفلسطيني. إنها الأم التي تحن إليها النفوس بكل أحرار العرب، مصدر السعادة والاستقرار والسند للأجيال القادمة. لذا فإن التحية بأعلى درجات الاحترام لهذه الأرض المباركة وشعبها الكريم.


راوية بن عزوز

8 مدونة المشاركات

التعليقات