أبيات ترحيب الأصيل: احتفال بالمضيفين وأدب الضيافة العربية الأصيلة

التعليقات · 1 مشاهدات

في الثقافة الإسلامية والعربية الجميلة، يُعتبر الترحيب بالضيوف فنًا راقيًا يعكس مدى سخاء وترحاب المضيف. وفي هذا السياق، نجد أبيات الشعر التي تعبر عن هذ

في الثقافة الإسلامية والعربية الجميلة، يُعتبر الترحيب بالضيوف فنًا راقيًا يعكس مدى سخاء وترحاب المضيف. وفي هذا السياق، نجد أبيات الشعر التي تعبر عن هذه القيم العالية وتُظهر الاحترام والتقدير للزائر الكريم.

يقول الشاعر العربي الجاهلي "عمرو بن كلثوم" في قصيدته الشهيرة:

"لا تذكروا لي أياماً قد خلت * فلم يبق إلا ما مضى سَرابٌ»

«وإذا جاءكم ضيف فأكرموه* فالضيف عزيز وإن كان غريبَا »

إن هذه الأبيات تحمل رسالة واضحة حول أهمية مراعاة الضيف والكرامة الإنسانية التي ينبغي معاملتها بكل نباهة واحترام. فهي تشجع المضيف على تقدير وجود الزائر مهما كانت ظروفه أو أصله، مؤكدًا أنه جزء مهم من المجتمع يستحق الرعاية والاحترام.

كما ذهب شاعر العرب الكبير أحمد شوقي إلى التأكيد على ذلك أيضًا حين قال:

"فرحتم بقدومه كما يرتحل* ويستقبلون ابن المعرفة بالحب"

إذ يدعونا البيت الشعري الأخير للشاعر المصري الراحل للتأكيد مجددًا على ضرورة استقبال الضيف بحفاوة وكأنّه رسول الحكمة والمعرفة، مما يؤكد مكانته ومكانة علمه عند أهل بيته. إنّ اختيار كلمات مثل "ابن المعرفة"، والتي تحيل إلى شخصية ذات قدر عالٍ ومعرفيّة عميقة، يوحي بأنَّ الضيف ليس مجرد زائر عبثي، ولكنه شخص له قيمة معنوية وفكرية كبيرة تستوجب الاحتفال والاستقبال الحسن.

وفي نهاية الأمر، فإن احترام الضيف وإظهار جميل الاستضافة يعدان من مظاهر الفضل والإباء لدى المسلمين والعرب منذ القدم؛ فهم يعرفون جيدًا فضائل الإيثار وحسن التعامل مع الغرباء الذين قد يأتون بلا ميعاد ولا دعوة رسمية لكنها ستكون دائمًا مُقدرة بإخلاص وصدق مشاعر. وهكذا تختزل تلك الأبيات تاريخ طويل من الأمجاد الأدبية والقيم الاجتماعية الراسخة عبر الدهور متجسدة في صور شعراء عرب كبار أمثال عمرو بن كلثوم وأحمد شوقي وغيرهما ممن ارتقت أقلامهم لتصوير أجمل المواقف الإنسانية النبيلة تجاه الوافدين عليهم بغض النظر عن دينهم وجنسهم وأصولهم المختلفة.

التعليقات