كان أبو الطيب أحمد بن الحسين بن الحسن المتنبي واحداً من أعظم الشعراء العرب الذين عرفتهم الثقافة العربية والإسلامية. وُلد حوالي عام 915 ميلادياً في كرمان، وهي منطقة حالياً جزء من إيران. يُعتبر أحد رواد الشعر العربي الحديث وأحد أعمدة الأدب العربي الكلاسيكي.
يتناول سيرته الذاتية العديد من التفاصيل المثيرة للاهتمام. رغم نشأته الفقيرة، فقد كان أبيه حسين كاتباً موهوباً ساهم بشكل كبير في تشكيل اهتمام ابنه بالشعر منذ سن مبكرة. انتقل المتنبي مع عائلته إلى بغداد عندما بلغ الثامنة عشر تقريباً وبقي فيها حتى وفاته في عام 965 ميلادياً.
اشتهر المتنبي بشعره القوي والملهم الذي غالباً ما يعكس مشاعره الشخصية ومعرفته الواسعة بالأحداث السياسية والعسكرية التي عاشها خلال فترة حكم الخلافة العباسية. ترك شعره بصمة عميقة في التاريخ العربي، حيث يظل بعض الأبيات الشهيرة له مستخدمة حتى اليوم لتوضيح النقاط المركزية حول الفروسية والشرف والقوة.
من أشهر أشعار المتنبي قصيدة "أطاعني حظه وهو امرؤ مطيع"، والتي تعتبر واحدة من أكثر القصائد شهرة وإلهامًّا بين شعرائه. كما أنه كتب أيضاً العديد من الأشعار الأخرى ذات التأثير البالغ مثل "أنا الذي قد ملكت فما ملكت ..." و"قفا نبكي من ذكرى حبيب ومنزل".
على الرغم من الحياة المضطربة والمعارك العديدة التي خاضها طوال حياته، إلا أن عبقرية المتنبي الشعرية ظلت متوهجة وملهمة للأجيال اللاحقة. هذا الرجل ليس فقط شاعراً عظيماً ولكنه شخصية تاريخية لعب دوراً هاماً في تطوير اللغة والثقافة العربية.