تعتبر العائلة نواة المجتمع الأساسي الذي يلعب دوراً محورياً في تشكيل شخصية الأفراد وسلوكهم. تربط هذه الرابطة المقدسة بين أفرادها روابط دم وثيقة وطيدة، تنمو وتعزز مع مرور الوقت. إنها ملاذي الأمان والسند النفسي والمعنوي للأطفال منذ ولادتهم وحتى مرحلة الشباب والكبر.
تعكس العلاقات داخل العائلة تجليات الحب والتكاتف والتراحم الإنسانية في أشكالها نقية ومشرقة. فالآباء يسخرون كل جهودهم لتوفير الرعاية اللازمة لأبنائهم، كما يقدمون لهم توجيه ونصحاً روحانيا أخلاقي صالحين، مما يساعد هؤلاء الصغار على بناء مستقبلهم بثبات وإيجابية. وفي المقابل، يشهد الأطفال -مع نموهم واستقلاليتهم المتزايدة- تقدير واحترام متبادلين تجاه آبائهم باعتبارهما مصدراً ربانياً للعلم والعناية. وهذا الاحترام المتبادل يحافظ على تماسك وديمومة الوحدة العائلية، فضلاً عن ترسيخه لقواعد أساسية للتواصل الإيجابي والإنتاج المشترك لدى الجميع.
إن وجود الأم الجليلة -التي وصفت بأنها "جنة الرحمن"- يعد عاملاً مؤثراً بشكل غير مباشر ولكنه هائل في نجاح الخطط التعليمية والثقافية والقيمية داخل البيت الواحد. بكلمات أخرى، فإن نشأة الطفل تحت إشراف امرأة فاضلة تساهم بلا شك بمستويات عالية جدًا في تطوير مواهب فردية مفيدة للاستدامة الاجتماعية والتنمية الشخصية. وبالتالي، يمكن اعتبار الأم مركزاً رئيسياً لإعداد المواطنين المثقفين المفكرين المؤثرين مجتمعيًا وتحقيق تقدم اقتصادي واجتماعي واجتماعي كبير على مستوى البلاد ككل.
وتأتي بعد الأم مكانة الأب المعروف بتحمله المسؤوليات المالية وضمان استقرار الوضع الاقتصادي للاسرة. وعلى الرغم من تغير أدوار الرجال والنساء التقليدية اليوم، إلا أنه لا يزال صحيحاً أن المشاركة بنوعاتها المختلفة بين الزوج وزوجته تعتبر ضرورية لتحقيق توازن دقيق يسمح لكل طرف بالحصول علي حقوقه كاملة واتخاذ القرار المناسب بما يعود بالنفع العام عليهم وعلى محيط اسري اخرواجتماعى اطول كذلك . ان هذا النوع من الانسجام الاسرى يؤكد مرة اخرى مدى اهميته عند دراسه المشاكل التي قد تصاحب بعض العوائل والتي غالباً ما تؤدي الي انهيارات مزعجه تهدد سلامتها وانتماء افرادها لها ، فاذا تم التعامل بحكمة واستيعاب موقف الآخر سيصبح بالإمكان اصلاح اي تقصير بسيط قبل تفاقمه ويتحول لعائق أمام تحقيق اهداف الدفاع عنها ضد الهجمات الخارجية الضارة .
وبالنظر إلي الجانب الاخر لهذه المعادلة نلاحظ كيف تستطيع الامهات تخفيف وطأة الظروف القاسية أثناء المحاكمات الصحفية المريرة بسبب قوة وصلابة الروابط الداخلية القائمة بالفعل داخل قلب المنزل الكبير . وهناك مثال حي تجده لدى الكثير ممن يصمد امام تحديات الحياة بصمود يرجع جزئيآ الي شبكة امن اجتماعي تألف ذاتيا نتيجة لحسن التصرف السابق اتجاه شرائح افراد عائلتهم منذ بداية رحلات التربية الاولية وما تبعها لاحقا حسب مراحل العمر المختلفه لدعم المخزون الشخصى للطفولة المبكرة وايضا دعم المساند الغير مرئية ولكن واضحه الاثاره اثناء ارتحال الابن نحو الرجوله والصعود فوق جبل التجارب والشجون ، ومن هنا يتم ترسيخ شعورا بالأمان داخليا وخارجيا يصل حد الاستمتاع بإنجازات البعض وقدوم مولود جديد وهو اعتقاد بخطة جديدة لانطلاق مشروع اكبر تضم فيه المزيد بالمشاركة بدوره وكذلك مساحة اضافيه للاحتفال بهذه الولادات الجديدة فى اعراس اصحاب البيوتات الناضجة .
وفي نهاية المطاف فلابد لنا التأكد بان العترة امتداد طبيعي ولايمكن فصل جزء مهم جدا بدون ادراك دوره العالم الخارجي بل وتأكيد دوره ايضا بسلسله افكار وابداعات جديدة تعمل علي توسيع رؤيتنا للحاضر والمستقبل المشرق لمن لم يفقه جوهر رسالة وجود مثل هذه الثوابت الاجتماعيه الهامة رغم اختلاف عوامل الزمن المطبقة حاليا عن سابقاتها ..هذه الحقائق لن تختفي ابدا مادامت مرتبطه مباشرة بجوانب عدة مطلوب منها تحصيل عناصر اساسیه كالاحترام المتبادل والقيمه المضافة المتلقاه مقابل عطاء محدود نسبيا اذا قورن بسائر المكاسب الروحية وغيرهما