الحفاظ على البيئة ليس مجرد خيار بل واجبٌ تفرضه علينا حقوقنا وحقوق الأجيال القادمة. إنها هدية ثمينة منحنا إياها الخالق -سبحانه وتعالى- كما ورد في القرآن الكريم:" ألم تر أن الله جعل لكم ما في الأرض و السماء". الطبيعة غنية بالأسرار والعجائب التي لم يتم كشف الغطاء عنها بعد، وعندما نتلمس جمالها وجمال خلقها تبدأ الرغبة لدينا للاكتشاف والتعمق أكثر.
البيئة تشمل نوعين رئيسيين، الأولى طبيعية تتمثل في أشكال الأرض المتنوعة كالصحراء والجبال والبحر والأنهار بالإضافة لأشكال حياة اللاأحياء. والثانية من صنع يد الإنسانية والتي ترتكز عليها نمط حياتنا اليومي بما فيها البنية التحتية والنقل العام وسائر الخدمات الأخرى المرتبطة بتطور المجتمع الحديث. ولكن مع تقدم العمران، بدأت تأثيرات بشرية عديدة تهدد توازن النظام البيئي مما أدى لفقدان الثروات الطبيعية واضمحلال العديد من الأنواع الحيوانية والنباتية.
لدينا دور كبير في تحقيق الاستدامة عبر احترام البيئة. يمكن البدء باعتبارها ملكًا مشتركًا بين الجميع وليس حصيلة شخصية واحدة فقط. وهذا يعني تجنب إيذاءها بكل صوره سواء بشكل مباشر أو غير مباشر. كذلك اختيار طرق إنتاج طاقة صديقة للبيئة واستخدام وسائل نقل فعالة تعتمد أقل على الوقود التقليدي فضلاً عن تقنين استخدام المياه والطاقة الكهربائية والإلكترونية. وهذه مجرد بعض الحلول العملية المقترحة لتحقيق هدف واحد وهو "بيئتنا.. مستقبلنا".
الأرض ليست موطنًا مؤقتًا لعبور مرحلة زمنية قصيرة بالنسبة للإنسان فحسب، فهي مصدر رزقه الرئيسي وطريق رضاه الدائم عند الله عز وجل. إذا عاملنا هذه الهبة الإلهية بكامل الاحترام والتقدير، سنرى أثره ايجابيًا على صحتهم النفسية والجسدية وعلى حال مجتمعنا عمومًا. وبالتالي نحن مدانون أمام رب العالمين بالحفاظ عليها لأنها جزء مهم من خلافة الإسلام نفسها وانتهى عصر الانفصال بين الوكيل والخالق! دعونا نبني رؤية مشتركة بناءً على مفهوم الواجب الأخلاقي الفردي والجماعي نحو بيومتنا الشامخة مانحين لها القدر الأكبر من اهتمامنا كي تظل منحدرة بالخصوبة للأجيال المقبلة أيضا"