برّ الوالدين شعيرة دينية عظيمة تؤكد مكانتهم الخاصة في الإسلام، فهي واجبة على كل مسلم بغض النظر عن عمره أو ظروفه. فالقرآن الكريم والسنة النبوية يحثان بشدة على الاحترام والإحسان للآباء والأمهات. هذه العلاقة تعتبر أساساً لتطور المجتمع المسلم وتعزيز الروابط الاجتماعية القائمة على الحب والتقدير المتبادل.
الإحسان إلى الوالدين ليس مجرد فعل من الأعمال الطيبة، ولكنه علاقة عميقة تتضمن جوانب عدة: الجانب العقائدي حيث يؤكد القرآن بأن "وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا"، مما يبرز المكانة العزيزة للوالدين في الإسلام. كما أنه هناك جانب نفسي وروحي يتمثل في المحبة والمودة والفهم العميق لدورهما الحيوي في حياة الطفل، حيث هما مصدر للحنان والحماية.
جانب آخر مهم للإحسان إلى الوالدين هو التصرف الأخلاقي الحسن، مثل الامتثال لرغبتهم وطلب رضاؤهم، تجنب رفع صوتك أمامهم، الدعاء لهم واستمرارية الاستغفار عنهم سواء كانوا أحياء أم متوفين. بل إنه حتى بعد وفاة الوالدين يستطيع المرء تحقيق البر بإظهار الاحترام والكرامة اللازمين لهم، وهو ما يعكس تقديس الإسلام لهذه الرابطة الثابتة.
بالإضافة إلى الوجه الإنساني والروحي المهم لبراع الوالدين، فإن له أيضاً تأثيراً مباشراً في زيادة الرزق وحفظ الصحة بحسب الحديث الشريف: "مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ، أَوْ يُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ، فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ". بالتالي، يعد ببر الوالدين طريق نحو حياة أكثر ازدهاراً وسعادة.
وفي نهاية المطاف، يتضح بأن براعة الوالدين ليست فقط واجباً دينياً، ولكن لها آثار روحانية واقتصادية كبيرة بشكل مذهل. إنها دعوة لكل مسلم لتحقيق أعلى درجات التقوى والعطاء عبر احترام ورعاية آبائه وأمهاته بكل الوسائل الممكنة.