- صاحب المنشور: عبدالناصر البصري
ملخص النقاش:تشكل أزمة الكهرباء أحد أكثر القضايا حدة وتأثيراً على حياة الناس في اليمن. هذه الأزمة المتفاقمة ليست مجرد انقطاع مؤقت للتيار فحسب، بل هي نتيجة معقدة لأسباب متعددة ومتشابكة تتعلق بالبنية التحتية المتدهورة والصراعات السياسية والاقتصادية التي تشهدها البلاد.
تاريخياً، كانت شبكة كهرباء اليمن تعتمد بشكل كبير على محطات الطاقة الحرارية التي تعمل بالنفط والمشتقات البترولية الأخرى. وقد أدى نقص الوقود بسبب الحرب إلى توقف العديد من المحطات الرئيسية، مما زاد الوضع سوءاً. بالإضافة لذلك، فإن الافتقار إلى الصيانة الدورية للمعدات الطاقوية القديمة جعل النظام الهيكلي بأكمله عرضة للإخفاق بشكل مستمر.
التبعات الاجتماعية والاقتصادية
للأزمة تأثير مباشر وعميق على مختلف جوانب الحياة اليومية. يواجه المواطنون عناء الحصول على المياه العذبة نظراً لتوقف المضخات الكهربائية في المناطق الريفية. كما يؤثر الانقطاع المستمر للكهرباء بشدة على الخدمات الصحية حيث تصبح غرف العمليات والأجهزة المعملية غير فعالة بدون مصدر طاقة ثابت. ومن الناحية الاقتصادية، تعاني الشركات الصغيرة والكبيرة alike, والتي تحتاج إلى عمليات إنتاج مستمرة وغير متوقفة، خسائر كبيرة وفقدان القدرة التنافسية المحلية والدولية.
المبادرات والحلول المقترحة
في حين هناك مجموعة متنوعة من الحلول المطروحة، إلا أنها تواجه تحديات كبيرة. واحدة منها تتمثل في توسيع استخدام الطاقة الشمسية كبديل نظيف ومستدام. ولكن رغم وجود الإمكانات الواسعة لهذا المصدر الأخضر، فلابد وأن يتم التعامل مع العقبات المرتبطة بتكلفة التركيب الأولي والبنية الأساسية اللازمة لدعم هذه التقنيات الجديدة.
كما يُشدد أيضًا على ضرورة تعزيز الاستثمارات الحكومية والشخصية لتحسين المشاريع القائمة ولإدخال تقنيات جديدة مثل الغاز الطبيعي والتوربينات الغازية. هذا يتطلب جهد مشترك بين القطاعات الخاصة والحكومية لإعادة بناء الشبكات وإنشاء نظام كهربائي قادر على تقديم خدمة موثوق بها ومستدامة.
إن حل أزمة الكهرباء في اليمن ليس بالأمر السهل ولكنه أمر حيوي للحفاظ على الاستقرار الاجتماعي والنماء الاقتصادي. بالتأكيد سيحتاج الأمر لوقت وجهد كبيرين ولكنه يبقى هدفاً يستحق العمل نحوه.