تأثير التقنية الحديثة على العلاقات الأسرية: تحديات وأثرها المستقبلي

التعليقات · 0 مشاهدات

في عصر الثورة الرقمية, لم يعد التغيير مقتصراً على الصناعات والاقتصاد فحسب؛ بل تعداه ليصل إلى بنى اجتماعية مثل الأسرة. يتزايد استخدام الوسائل التقني

  • صاحب المنشور: عبدالناصر البصري

    ملخص النقاش:

    في عصر الثورة الرقمية, لم يعد التغيير مقتصراً على الصناعات والاقتصاد فحسب؛ بل تعداه ليصل إلى بنى اجتماعية مثل الأسرة. يتزايد استخدام الوسائل التقنية الحديثة كالأجهزة الذكية والتطبيقات الإلكترونية يومياً داخل البيوت العربية, مما يطرح تساؤلات حول تأثير هذه الأدوات الجديدة على الروابط العائلية. يسعى هذا المقال لاستكشاف الآثار الإيجابية والسلبية لتكنولوجيا الاتصالات الحديثة على الحياة الأسرية وكيف يمكن تحقيق توازن بين الاستخدام العملي لهذه التقنيات والحفاظ على تماسك الجماعة المنزلية.

التأثيرات الإيجابية للتقنية على العلاقات الأسرية

التواصل الفوري عبر مسافات بعيدة:

تعد تطبيقات الفيديو والمراسلة الفورية إحدى أكبر المكاسب التي جلبتها تكنولوجيا اليوم للعائلات المتفرقة جغرافياً. فهي توفر فرصة للتواصل المباشر والشعور بالقرب حتى وإن كانت المسافة تفصل أفراد العائلة بعضهم البعض. يُمكن للأطفال الذين يعمل آباؤهم خارج البلاد البقاء مرتبطين بأحبائهم ومشاركة لحظات حياتهم اليومية بسهولة أكبر بكثير مقارنة بالأسلوب التقليدي للإرسال الصوتي أو كتابة الرسائل اليدوية.

تبادل المعرفة وتوسيع المدارك الثقافية:

توفر الإنترنت مصدرًا هائلاً للمعلومات ويمكن لأفراد الأسرة استخدامه للتعرف على ثقافات مختلفة وبلدان وعصور جديدة. كما أنه يساعد الأطفال على تطوير مهارات البحث والاستقصاء لديهم منذ سن مبكرة جدًا وذلك أثناء تعاملهم مع وسائل التعليم الالكتروني المختلفة متاحة حاليا. وهذا يعزز فهم العالم ويفتح أمام الجميع مجالات معرفية متنوعة قد تكون غير موجودة محليا.

التحديات الناجمة عن استخدام التقنية وتأثيره المحتمل مستقبلا :

مشكلة الانشغال وفقدان التركيز الاجتماعي الشخصي وجهًا لوجه:

بالرغم من مزايا تقنيات الاتصال الحديثة إلا أنها غالباً ما تؤدي لانحسار الوقت الذي يقضيه الأفراد برفقة بعضهم البعض شخصيًا، خاصة خلال وجبات الطعام أو جلسات الترفيه المشتركة. حيث يجذب الهاتف المحمول انتباه الكل نحو شاشته الصغيرة وقد يؤدي ذلك لإضعاف روابط التواصل الحقيقي فيما بينهم. بالإضافة لذلك فإن قضاء فترات طويلة أمام الشاشات له انعكاس سلبي أيضًا على الصحة النفسية العامة والعقلية وحتى الاجتماعية لدى أبنائكم بسبب نقص فرص التعرض للحياة الطبيعية وعدم امتهان الخبرات الواقعية. ولذلك يجب تحديد الحدود والرقابة المناسبة للاستخدام.

مخاطر تعرض الشباب للاستهلاك الإعلامي الزائد وإدمان الشبكات الاجتماعية:

تشكل مواقع التواصل الاجتماعي بوابة رئيسة لجذب الانتباه نحو محتوى مختلف وغالبًا ماتكون مضموناته فارغة وغير مفيدة، وبالتالي تتولد لدينا حالة إدمان تستنزف وقت الإنسان وطاقته بلا جدوى فعلية ملحوظة . كذلك الأمر بالنسبة للقاصرين ممن هم تحت السن القانوني والتي تجعلهم عرضة للغزو الإعلامي المغلف بسوء أخلاقيات المجتمعِ الغربي والذي بدوره يحاول تصريف نماذج القيم الإنسانية البديلة المخالفة لعاداتنا وقوانين ديننا الكريم وفق رؤيتنا الإسلامية الخاصة بهم باعتبارنا بلد ذو خصوصيات دينية وثقافية تميزانه عن دول أخرى أكثر حرية وصلابة في مواقفها بشأن تلك الأمور الحرجة. لذا ينصح بتوجيه الأولاد بحكمةٍ واستشارة مختصة لتحقيق حماية أفضل لهم ضد أي تأثيرات ضارة قد تلحق الضرر بمستقبل فردنا المجتمعي العام عدا عن سلامتهم الشخصية العلمية والأخلاقية والنفسية ذاتيين المنفصلين تماماً عنها وهي مسؤولیتٌ مشترکَة بین الطرفین المتمثلان بالأسرة والإعلاميون الصغار والقُدم.

وفي نهاية المطاف يبقى

التعليقات