- صاحب المنشور: بوزيد البلغيتي
ملخص النقاش:مع تزايد الوعي العالمي بأهمية حماية البيئة وتقليل الانبعاثات الكربونية، أصبح التركيز على مصادر الطاقة المتجددة أكثر أهمية. رغم الفوائد العديدة التي توفرها هذه البدائل الصديقة للبيئة مثل طاقة الرياح والطاقة الشمسية والطاقة الكهرومائية، إلا أنها تواجه العديد من التحديات التي قد تعيق انتشارها الواسع. يتناول هذا المقال بشكل مفصّل بعض أكبر المشاكل المرتبطة بتطبيق تقنيات الطاقة المتجددة ويقدم حلولاً لمواجهتها.
التحدي الأول: عدم الاستقرار وعدم القدرة على التحكم
إحدى القضايا الأساسية تكمن في قابلية غير منتظمة لإنتاج الطاقة من مصادر متقطعة كالرياح والشمس. بينما تكون هناك كميات كبيرة عند وجود ظروف مناسبة - مثل رياح قوية أو ضوء الشمس الوفيض - يمكن أن ينخفض الإنتاج تمامًا عندما تتغير الظروف الجوية. وهذا يجعل الشبكات الكهربائية تعتمد بشدة على المحطات التقليدية لتلبية الطلب الدائم على الكهرباء. أحد الحلول المقترحة هنا هو استخدام "الشبكات الذكية" والتي تستطيع تنظيم استهلاك الكهرباء بناءً على مصدر إنتاجها الحالي سواء كان مستداما أم تقليديا.
التحدي الثاني: تخزين الطاقة بكفاءة عالية
حتى لو كانت التقنيات الحالية قادرة على توليد قدر كبير من الكهرباء خلال فترات الأيام المشمسة والمليئة بالرياح, فإن مشكلة تخزين تلك الطاقة حتى يتم استخدامها لاحقا تبقى تحدياً كبيراً. التكنولوجيا الحديثة مثل البطاريات والأكوابوليسرز تقدم بعض الحلول ولكنهما غالي الثمن وغير فعال بنسبة كاملة بعد. البحث والتطور المستمر لهذه التقنيات ضروري لحل هذه المسألة.
التحدي الثالث: تأمين رأس المال والاستثمار
رغم انخفاض سعر تركيب وصيانة محطات الطاقة المتجددة مقارنة بالموارد الأحفورية, الا انه لا زالت تحتاج إلى استثمارات رأسمالية هائلة للاستجابة للاحتياج العالمي. تشجع الحكومات الآن الشركات الخاصة والعامة لزيادة دعمها لهذا القطاع عبر تقديم حوافز ضريبية معينة وضمان العائد الأمثل للمستثمرين.
التحدي الرابع: التأثير البيئي خارج السياق المباشر
على الرغم من كونها صديقة للبيئة عموماً, فقد أدى توسع مشاريع الطاقة المتجددة إلى مخاطر بيئية أخرى خاصة فيما يتعلق بمواقع بناء الأنفاق تحت الأرض لاستخراج المواد اللازمة لصناعة توربينات الرياح وطرق الحصول عليها ومناطق تصنيع الخلايا الشمسية وما شابه ذلك مما يتطلب دراسة دورية للتدخلات البشرية المحتملة للحفاظ على التوازن الطبيعي.
الحلول المقترحة: العمل الجماعي الدولي
يتطلب التعامل مع جميع هذه التحديات جهدا جماعيا عالميا. فبداية بحملات تثقيف عامة حول أهميتها وفوائدها العلمية والاقتصادية ثم انتهاء بإشراك كافة الدول في جهود رفع مستوى التنسيق بين نظم مراقبة المناخ العالمي وتحسين بروتوكولات البيانات المستخدمة لتساعد في تحسين دقة توقعات نماذج الطقس الذي يساعد بدوره مخططي هندسة الشبكة الوطنية على تحديد أفضل المواقع وأوقات تشغيل كل نوع من أنواع تكنولوجيات الطاقة الجديدة واستخدام خوارزميات ذكية لتحويل الجزء الغير مستخدم من الانتاج الى كيماويات عضوية قابلة للتحميد والصرف الآمنة طبقا لقوانين الصحة العامة العالمية .
