• صاحب المنشور: عبد المجيد بن البشير
  
  ملخص النقاش:
  

  أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي جزءاً لا يتجزأ من حياة المراهقين اليومية، حيث يقضون ساعات طويلة يومياً على هذه المنصات. إلا أن هذا الاستخدام المكثف قد يؤدي إلى آثار سلبية على صحتهم النفسية. الدراسات الحديثة تشير إلى وجود علاقة وثيقة بين استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والمشاعر السلبية مثل القلق والاكتئاب، بالإضافة إلى تراجع الثقة بالنفس لدى بعض المراهقين.

من أهم العوامل التي تساهم في ذلك هي المقارنة الاجتماعية، حيث يميل المراهقون لمقارنة حياتهم بحيات الآخرين الذين يبدو أنها أكثر نجاحاً أو سعادة عبر الإنترنت. هذا يمكن أن يخلق شعوراً بالدونية وعدم الكفاءة الذاتية. أيضاً، التعرض المستمر للإساءة الإلكترونية (bullying) والملاحظات السلبية من الأقران عبر الإنترنت يمكن أن يساهم في زيادة مستويات الضغط النفسي والقلق.

تأثير الوقت الذي يتم قضائه

وقت الشاشة الطويل أمام الشاشات الرقمية غالباً ما يأتي على حساب النوم الجيد والنشاط البدني والحياة الاجتماعية الحقيقية. النوم غير الكافي مرتبط بقضايا الصحة النفسية العديدة بينما النشاط البدني يساعد في تخفيف التوتر وتحسين الحالة المزاجية العامة. عندما يحل وقت الانترنت محل وقت اللعب الرياضي مع الأصدقاء مثلاً، فقد يفوت الأطفال فرصة هامة لتطوير مهارات اجتماعية مهمة وتعزيز احترام الذات.

دور الوالدين والمعلمين

على الرغم من هذه المخاطر المحتملة، فإن دور الوالدين والمعلمين مهم للغاية في توجيه الشباب نحو استخدام آمن ومتوازن لوسائل التواصل الاجتماعي. يمكن تقديم التعليم حول كيفية التعامل مع المواقف الصعبة عبر الإنترنت وكيفية تحديد الحدود الصحية لاستخدامها. كما ينبغي التشجيع على النشاط البدني والتفاعلات الاجتماعية خارج العالم الرقمي للحفاظ على توازن صحي للنمو الشخصي والعاطفي.

رغم الفوائد الواضحة لوسائل التواصل الاجتماعي - مثل الوصول إلى المعلومات وتسهيل الاتصال - فإنه يجب النظر بعناية في الآثار الجانبية المحتملة خاصة عند المستخدمين الأكثر عرضة لهذه التأثيرات، أي الشباب والكبار السن والأشخاص ذوي المشاكل الصحية العقلية الموجودة بالفعل.