- صاحب المنشور: مالك بن محمد
ملخص النقاش:
تسببت جائحة كوفيد-19 في تحولات عميقة في قطاع التعليم العالمي، ولا سيما على مستوى التعليم العالي. هذا التحول لم يقتصر على التحديات التي واجهتها المؤسسات الأكاديمية فحسب، بل أيضا على الفرص الجديدة التي أفرزتها هذه الجائحة.
في البداية، كانت إحدى أكبر التحديات هي الانتقال المفاجئ إلى التعلم عن بعد. العديد من الجامعات حول العالم اضطرت إلى إعادة هيكلة برامجها بسرعة لتتماشى مع الظروف الصحية. هذا يتطلب ليس فقط القدرة التقنية للتكنولوجيا المستخدمة للتعليم الإلكتروني، ولكن أيضاً مهارات التدريس والإعداد النفسي والتكيف للأستاذة والطلاب. الدراسات الحديثة تشير إلى أنه بينما يمكن تحقيق تعليم ناجح عبر الإنترنت، هناك حاجة مستمرة لإعادة النظر في الطرق التقليدية للتدريس لجعلها أكثر فعالية وكفاءة في البيئة الرقمية.
بالإضافة لذلك، تأثر الاقتصاد بشكل كبير بالجائحة مما أدى إلى تراجع الدعم الحكومي والميزانيات الخاصة بالجامعات. هذا يعني خفض التمويل الذي قد يؤدي إلى تقليل جودة البحث العلمي وخفض العمالة الأكاديمية المؤقتة أو الدائمة.
على الرغم من هذه العقبات، ظهرت أيضًا بعض الفوائد المحتملة لهذه الفترة الصعبة. مثلاً، أعادت الجائحة التركيز على أهمية الصحة النفسية والعقلانية بين أفراد المجتمع الأكاديمي - الطلاب والأكاديميين وغيرهم من العاملين بالمؤسسة التعليمية. كما أنها حفزت الابتكار والتغيير الإيجابي داخل النظام التعليمي نحو استخدام الأدوات الرقمية بطرق أكثر فاعلية وإبداعاً.
أخيراً، يجب التأمل في كيف يمكننا الاستفادة من التجارب المستمدة من فترة كوفيد-19 لحاضر ومستقبل التعليم العالي. هل سيظل العمل الهجين (مزيج بين حضور الفصل وتعلّم عبر الانترنت) جزءًا ثابتًا من نظام التعليم؟ وكيف يمكن تصميم سياسات تدعم الأبحاث والاستدامة المالية للمؤسسات ذات الأساس المتين؟
هذه الأسئلة وغيرها الكثير ستكون محور نقاش مهم لتحقيق تقدم شامل في مجال التعليم العالي حتى بعد زوال تأثير وباء كورونا الحالي.