• صاحب المنشور: شيرين الحلبي
  
  ملخص النقاش:
  يتناول هذا النقاش جوهريتي التحول الرقمي في مجال التعليم مع تركيز خاص على دور الذكاء الاصطناعي. تبدأ المحادثة بوحدة واحدة تتفق جميعها على ضرورة تحقيق توازن ناعم بين التطور التكنولوجي والحفاظ على الخصوصيات الإنسانية داخل النظام التعليمي.

يترأس وداد المهدي الجدال مؤكدًا على عدم القدرة البديلة للدور الإنساني للمدرس. رغم الاعتراف بمميزات الذكاء الصناعي مثل تخصيص الخطط الدراسية حسب متطلبات كل طالب فردياً, تعتبرها بمثابة أدوات دعم وليست بدائل مباشرة لأدوار المعلمين الذين يلعبون دوراً أساسياً في تغذية الجانبين الإنساني والثقافي لدى الطلاب.

ومن جهتها، تؤيد ليلى بن عيشة وجهة نظر وداد بينما تشدد أيضاً على أهمية فهم الاحتياجات المختلفة للطلاب والاستفادة القصوى من تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي لتلبية تلك المتطلبات الخاصة بكل واحد منهم. تستعرض ليلى الأمكانيات الواعدة للتكنولوجيا في رفع كفاءة العملية التعليم بأسرها وتحسين تجربة التعلم عموما.

صلاح النجاري له وجهة نظر مختلفة حيث يرى أن التركيز ينصبُّ أكثر على استعمال التكنولوجيا لتسهيل الأعمال اليومية للمعلمين وتخفيف الحمل عليهم، مما يسمح لهم بالحصول على وقت أكبر لإدارة واستيعاب طلابهم بشكل مثالي. هنا يشير إلى قدرة الذكاء الاصناعي على تبسيط العمليات routinized والمهام الروتينية الأخرى مما يتيح الفرصة للمعلمين لمزيدٍ من التفاعل الوثيق والمباشر مع الطلبة.

بلقيس السبتي تطرح مخاوف حول الاعتماد الزائد على الآلات مشيرة إلى أنها قد تقوض جوهر العملية التعليمية وهو التواصل البشري والتوجيه الفردي. هي تدعو لاستخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي بحكمة وبإشراف مباشر من قبل المعلمين لحماية اللحظات البشرية والعاطفية خلال سير العملية التربوية.

وفي ختام المشاورات، يساهم فتحي مهيري في توسيع دائرة الحذر المقترحة مذكرا الجميع بالمخاطر المرتبطة بالإسراع في تبني تكنولوجيا الذكاء الاصناعي بدون اعتبار للجوانب الانسانية الأساسية، خاصة فيما يتعلق ببناء الاخلاق والمعارف الإنسانية التي تعتمد بصورة كبيرة على التواصل الشخصي المباشر مع المعلّم.

وعليه، يستخلص المجتمعنقاشي ان هناك حاجة ماسّة لمسار وسط مقنع يجمع بين المنفعة العلمانية المحتملة لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي والتأكيد المستمر علي قيمة الانسانية والبعد الروحي أثناء رحلة التعلم. وهذا المسعى سوف يساعد بلا شك في خلق بيئة تعليمية مناسبة تلبي اماني كافة الاطراف المعنية بالأمر بما فيها المدارسون والمعلمين وأولياء أمور الأطفال تحت مظلة مجتمع معرفي شامل ومتنوع .