• صاحب المنشور: خديجة التواتي
  
  ملخص النقاش:
  

  في ظل التغيرات المناخية المتسارعة التي تشهدها الكوكب، أصبح تأثير هذه الظواهر الجوية غير المستقرة واضحاً على مختلف القطاعات الحيوية. ومن بين أكثر المجالات تأثراً بالأزمة البيئية العالمية هي الزراعة والإنتاج الغذائي. فالارتفاع المطرد لدرجات حرارة الأرض، وتزايد حدوث الفيضانات والجفاف والكوارث الطبيعية الأخرى، كلها عوامل تساهم في تراجع إنتاج المحاصيل الغذائية الأساسية عالمياً.

يُعتبر الأمن الغذائي أحد أهم القضايا الاستراتيجية لأمن الدول؛ فالعجز عن توفير الغذاء لملايين البشر يمكن أن يؤدي إلى اضطرابات اجتماعية واقتصادية خطيرة. وقد أثبتت الدراسات العلمية الحديثة أن تغير المناخ يزيد من احتمالية تعرض المناطق الرئيسية للإنتاج الزراعي لكوارث طبيعية مثل الجفاف والفيضانات والعواصف، مما يتسبب في خسائر اقتصادية كبيرة ويؤثر سلبًا على توافر المنتجات الغذائية للمستهلكين.

أمثلة محددة للتأثير

• الجفاف: أدى الجفاف الشديد الذي ضرب العديد من البلدان الأفريقية خلال السنوات الأخيرة إلى انخفاض ملحوظ في محصول الذرة والفول السوداني وغيرهما من المحاصيل الأساسيةthere, مما زاد الضغط على موارد المياه وفي نفس الوقت رفع أسعار المواد الغذائية.
• الكوارث البحرية: الأعاصير القوية والفياضات الناجمة عنها تضر بشدة بالمزارع الساحلية وإمدادات الصيد البحري، وبالتالي تقليل الإنتاج الغذائي للسكان المعنيين بها مباشرة.

بالإضافة لذلك فإن ذوبان الأنهار الجليدية في القطب الشمالي قد يشكل تهديدا آخر للأمن الغذائي عبر زيادة مستوى سطح البحر والتآكل الساحلي المحتمل، وهو أمر سيضر بالنظم البيئية المتخصصة مثل مستنقعات الطيور الباردة وجزر الخث المغطاة بالصنوبر والتي تعتبر أيضاً بيئات مهمة لتكاثر أنواع مختلفة من الأسماك والنحل المهمللقاح.

لحسن الحظ هناك حلول محتملة يمكن تبنيها للحد من هذا التأثير الخطير على الأمن الغذائي العالمي. بداية بتطبيق ممارسات زراعية أكثر استدامة واستخدام التقنيات الرقمية لتحسين كفاءة استخدام المياه والأسمدة. علاوة علي ذلك تعزيز جهود إعادة التشجير والحفاظ على التنوع الحيوي للنظم البيئية الفطرية ستكون أمور هامة لحماية تناغم المنطق الطبيعية الداعمة للسلسلة الغذائية.