- صاحب المنشور: إحسان بن زروال
ملخص النقاش:
في ظل التحديات التي فرضتها جائحة كوفيد-19 على النظام التعليمي التقليدي، برزت أهمية التحول إلى التعلم الافتراضي كاستجابة ضرورية للحفاظ على استمرارية العملية التعليمية. تهدف هذه الدراسة إلى فحص دور التعليم الإلكتروني في تعزيز جودة الفعالية التعليمية أثناء الأزمة الصحية global.
الخلفية والتطور التاريخي للتعليم الإلكتروني
بدأ استخدام تقنيات الاتصال الرقمية لتقديم التعليم قبل عقود طويلة؛ إلا أنها لم تتاح الفرصة لها للتوسع الواسع وللتصبح جزءًا أساسياً من المنظومة التعليمية حتى ظهور وباء كورونا المستجدّ الذي أجبر المؤسسات التربوية حول العالم -بما فيها مؤسسات قطر التعليمية الرائدة مثلها- على تبني نماذج تعليم جديدة كالـ"Hybrid" أو "Online". وقد شكل هذا الانتقال تحديًا كبيرًا لكل المعنيين بالعملية التعليمية بداية بمدرسينا وأساتذتنا الذين اضطروا لتعلم أدوات رقمية غالباً لأول مرة يواجهوها بالإضافة لهيئة التدريس والإداريين ومراقبي الامتحانات وصناع السياسات العامة وكذلك الطلاّب وأولياء أمورهم ممن اقتضى الأمر منهم الانضمام لهذا المسار الجديد بتطبيقات مختلفة سواء كانت متخصصة بعملية التدريس نفسها عبر الإنترنت أو تلك المتعلقة بإدارة سير العمل اليومي داخل المنزل.
التجربة القطرية مع التعليم الإلكتروني During COVID-19
بالنظر لدولة قطر تحديداً والتي اتخذت إجراءاتها الصارمة منذ البداية لإيقاف انتشار الفيروس مما ترتب عليه اغلاق المدارس والمعاهد والكليات الجامعية لفترة طويلة نسبيا مقارنة بباقي دول المنطقة والعالم العربي بشكل عام; فقد تم تشكيل لجنة عليا تدعى "لجنة إدارة الأزمات الوطنية"، حيث قامت بوضع خطط طوارئ شاملة لحماية المجتمع القطري وتمكين الجميع من مواصلة حياتهم الاعتيادية قدر الإمكان وذلك يشمل قطاع التربية والتعليم أيضًا. ومن هنا جاء قرار الحكومة القطرية بأن يتم اعتماد نظام التعلم عن بعد بكل المؤسسات الأكاديمية الحكومية الخاصة بهذه الدولة لمدة موسم دراسي كامل وهو شيء غير مسبوق اطلاقًا بهذا البلد قطعا. وهذا القرار يتطلب سرعة كبيرة في تطوير قدراتنا المحلية فيما يتعلق باستخدام الحاسوب وتكنولوجيا المعلومات عموماً ليس فقط لدى الأساتذة ولكن ايضا بين طلاب وطالبات جميع مراحل الروضة والمدرسة الثانوية وما فوق. وفي الواقع فإن كافة الاختبارات الوزارية لهذه السنة تمت كذلك بنظام التحقق الآمن عبر الإنترنت تماماً.
التأثير الاقتصادي والأكاديمي لاستخدام تكنولوجيات التواصل الحديثة
إن انتقال أي جهاز حكومي مهما بلغ حجمه نحو استخدام خدمات الشبكة الإنترنت يعني انفاق المزيد من الأموال على تحديث بنيتها التحتية واستثمار المزيد من الغلاف المالي السنوي الخاص بها لصيانة وإصلاح عيوب ومتاعب البرمجيات المستخدمة حسب الاحتياج لذلك فالمدارس والمؤسسات العلمية المختلفة كل منها لديها احتياجات خاصة تستدعي توفر خبراء وفنيين متخصصين قادرين عل حل مشكلاتها فور ظهوره مباشرة لمنع تعطيل عمل المكتبة الالكترونية ومكتبتها الموجودة فعليا أيضاً وغير ذلك الكثير ضمن نطاق واسع جدّا! أما بالنسبة للجوانب الأخرى ذات العلاقة بالتواصل الاجتماعي والنفسية للأطفال والشباب فسنتطرق إليها لاحقا إن شاء الله تعالى .
الفرص المستقبلية للتعليم الإلكتروني بعد انتهاء الجائحة العالمية
بينما يسعى عالمنا الآن جاهدآ للمضي قدمًا خارج ذروة أزمة جائحة كورونا العالميّة فلابد لنا كم有心的人أن نتوقف قليلاً لنقدر جهود مجتمعنا الدولي المبذولة خلال فترة الزمان المقضية تحت حكم قواعده الجديدة المفروضة اجبارياً وخلال رحلتنا هذه سنرى مدى تأثير التحويل المفاجىء للمناهج الأكاديمية الى منهج الكتروني خالص وكيف أثرت الظروف الاستثنائية الناتجة عنها بصورة منتظمة ايجابيّةعلى مستخدميه وعلى المدى القريب أيضاً.'