• صاحب المنشور: عيسى الدمشقي
  
  ملخص النقاش:
  تشغل مسألة تغيير نظام التعليم الرسمي لمواجهة متطلبات العصر الحديث حيزًا واسعًا في هذه المحادثة الغنية بالنقد والاقتراحات العملية. تبدأ النقاش بتساؤل عيسى الدمشقي حول مدى صلاحية التعليم الرسمي في ظل تزايد أهمية البيانات الضخمة والتعلم الذاتي. يستكشف المحورون بعد ذلك مجموعة من المواضيع الفرعية المرتبطة بهذا الاستفسار الرئيسي.

تبدأ إبتسام المسعودي بإثارة وجهة نظر تتسم بالتكامل، حيث تقترح أن التعليم الرسمي والتعلم الذاتي ليست بدائل تنافسية بل مكملتين. وفقا لها، يوفر التعليم الرسمي الأساس النظري والمهارات الأساسية، بينما يسمح التعلم الذاتي للطلاب بتوسيع معرفتهم وممارسة اهتماماتهم الخاصة. لكن الأمر الأكثر أهمية، حسب قولها، يكمن في كيفية توظيف هذين القطاعيْن بصورة تكاملية بغرض تحقيق تعلم شامل ومبتكر.

وتواصل إيناس البصري النقاش بإشادة بفكرة الربط بين النهجين التربويين، واقتراح دراسة الطرق الممكنة لإعادة صياغة التعليم الرسمي ليواكب التحولات الرقمية الحالية. وفي حين تؤكد غدير بن زيدان على الحاجة الملحة لإحداث ثورة جذرية في نظرية التدريس نفسها، فهي ترى أنه عوض التركيز الزائد على الامتحانات والحفظ، ينبغي لنا توجيه جهودنا نحو بناء بيئة تربوية تحتفي بالتفكير النقدي والاستقصاء الفكري؛ وهذه هي نفس خصائص التعلم الذاتي كما ذكرت آنفا.

ومن ناحيتها، تستكشف وئام المهنا الجانب المتعلق بمواءمة المناهج الدراسية مع توقعات العصر الحديث، إلا أنها تدعونا أيضاً إلى مراعاة جودة التعليم نفسه. ومن ثم تشدد على ضرورة تضمين المهارات القيادية مثل حل المشكلات، العمل الجماعي، والتفكير المنطقي ضمن المنهج الدراسي - كل تلك العناصر تمثل ركائز رئيسية للاستثمار الشخصي في الذات والتي غالبا ما يتم تجاهلها بواسطة التعليم الرسميين.

وفي نهاية المطاف، تتحدث نور الهدى الزياتي وغدير بن شقرون بالتزامن حول قضية مركزية تتمثل في قابلية التكيف غير الكافي للنظام التعليمي فيما يتعلق بدفع حدود المعرفة البشرية. وكلاهما يؤكد على ضرورة تغيير جذري بعيد المدى لهذا النظام حتى يتمكن من ترسيخ ثقافة تسعى لاستخراج أفكار مبتكرة وأشكال جديدة للتفكير العلمي الحر والمفتوح أمام أي احتمال جديد للاكتشاف.