- صاحب المنشور: عز الدين بن زيدان
ملخص النقاش:
في ظل الأزمات البيئية العالمية الحالية، ازدادت أهمية التحول نحو مصادر الطاقة البديلة. تعتبر طاقة الرياح والشمس هما أكثر هذه المصادر انتشارا واستخداما حاليا. رغم العديد من الفوائد التي توفرها مثل تقليل انبعاث الغازات الضارة، إلا أنهما يواجهان مجموعة من التحديات الرئيسية قد تعيق تقدمهما.
تحديات قطاع الطاقة المتجددة
- التباين الموسمي: أحد أكبر التحديات التي تواجه طاقة الشمس وطاقة الرياح هو التقلب الكبير في الإنتاج بناءً على الظروف الجوية. خلال فصول الشتاء أو ليلا عندما تكون مستويات ضوء الشمس أقل، تقل كمية الكهرباء المنتجة من الخلايا الشمسية. وبالمثل بالنسبة لطاقة الرياح حيث يمكن أن يتغير معدل الرياح بشكل كبير. هذا يعني الحاجة إلى بنى تحتية تخزين واسعة النطاق لتوفير استقرار الشبكة.
- الاعتماد على الموقع الجغرافي: معظم مواقع إنتاج طاقة الرياح والخزانات الكهروضوئية تحتاج إلى مناطق ذات موارد طبيعية غنية - سواء كانت رياح قوية أو أشعة شمس متكررة. وهذا يجعل بعض البلدان والمناطق محظوظة بينما يعاني البعض الآخر بسبب المناخ غير المواتي لهاتين الطاقتين.
- تكلفة الانتقال": يعد تحويل شبكات البنية الأساسية القائمة إلى نظام قائم أساسًا على الطاقة المتجددة مشروعًا مكلف للغاية. تتطلب إعادة تصميم شبكات نقل وتوزيع الكابلات والأجهزة وغيرها الكثير لاستيعاب التدفق الجديد للمولدات الصغيرة والعرض المتقطع للطاقة والذي غالبًا ليس ثابت كما يحدث عادة مع المحطات الحرارية التقليدية.
- سلامة العمليات وصيانة المعدات: التعامل اليومي مع توربينات الرياح وألواح PV ينطوي على مخاطر صحية وبيئية محتملة خاصة عند القيام بصيانة دورية لهؤلاء المصنعين الذين يعملون بشكل مباشر خارج بيئتنا الطبيعية المعتادة. بالإضافة لذلك فإن العمر الافتراضي لهذه المعدات محدود مما يتسبب بتكاليف اضافية لصيانة وإعادة تصنيع تلك الوحدات الكهربائية كل فترة زمنية قصيرة نسبياً مقارنة بالمعدات الأخرى داخل القطاعات الصناعية المختلفة .
على الرغم من وجود هذه العقبات أمام تقدم تكنولوجيات الطاقة المتجددة ، هناك أيضا عدة فرصة كبيرة للاستفادة منها والاستثمار بها :
فرص قطاع الطاقة المتجددة
- الإمكانات الهائلة للإنتاج: مع الاستثمار والتطور المستمر , يمكن تطوير حلول أكثر كفاءة لمصادر الطاقة الجديدة والتي تستطيع مواجهة ظروف مختلفة ومناخ متنوع مما يساهم بخفض تكلفة انتاج وحداتها وايضاً زيادة قدرتها القصوى لإنتاج الطاقة .
- دور الذكاء الاصطناعي وتحليلات البيانات: استخدام بيانات الطقس التاريخية والتنبؤ بالرياح وتوقعات الطقس يمكن أن يحسّن بكفاءة عملية تشغيل مصانع توليد الطاقة الخاصة بطاقة الرياح والشمس وذلك عبر تحديد الوقت الأمثل للتوقف والإنتاج والحفاظ عليها ضمن حدود التشغيل المثلى للحصول بأقصى إنتاج ممكن لكل نوع منهم أثناء فترات ذروته .
- زيادة مشاركة المواطنين: فتح الباب لمشاركة المجتمع المحلي لامتلاك حصة صغيرة لأجزاء صغيرة من مشاريع طاقة ريح وشمس تسمح للأشخاص بامتلاك جزء صغير من المشروع الممول بجهد خاص بهم وتمثيلهم فيه مباشرة سيكون خطوة مهمة لدعم جهود مجتمعيه عامة تجاه تحقيق هدف الانتقال الى اقتصاد خالي الكربون وخلق شعور ايجابي لدى الناس حول اهمية وضع الحلول الواقعية لحماية كوكب الأرض .
وفي نهاية المطاف، ستكون القرارات السياسية والقانونية هي المفتاح لتحقيق انتقال فعال واقتصادي ومنصف بين مختلف أنواع الوقود الأحفوري وبين ما يتمتع به العالم الحديث من قوة جبارة وهي "الطاقة المتجددة".