- صاحب المنشور: بدرية الكيلاني
ملخص النقاش:في عالم يتسارع فيه تقدم التكنولوجيا بمعدل غير مسبوق، يبرز سؤال حيوي حول كيفية الحفاظ على الثقافة والتقاليد المحلية بينما نستفيد من مزايا العصر الرقمي. هذا التكامل ليس سهلاً؛ فهو يتطلب فهم عميق لكيفية تأثير التكنولوجيا على القيم الثقافية وكيف يمكننا الاستفادة منها بطرق تعزيز هذه القيم وليس تآكلها.
من جهة، توفر التقنية أدوات قوية لتعزيز الفنون والتراث. فمثلاً، الأرشفة الرقمية للمعرفة التاريخية والدينية تساعد في نشر الفهم للأجيال الجديدة. أيضاً، وسائل التواصل الاجتماعي قد تكون منصة فعالة لنشر الأعمال الأدبية والفنية التي تمثل ثقافتنا وقيمنا.
لكن من الجانب الآخر، هناك مخاطر حقيقية. المحتوى الذي يتم استهلاكه عبر الإنترنت غالبًا ما يأتي من خارج الحدود الجغرافية أو الثقافية وقد ينتهك بعض الأعراف المجتمعية. بالإضافة لذلك، فإن الاعتماد الزائد على التكنولوجيا قد يؤدي إلى انخفاض مستوى التأمل الذاتي والاستبطان الروحي - وهو أمر مهم للغاية في العديد من المجتمعات الإسلامية والعربية.
إذن، كيف نحقق توازن؟ الخطوة الأولى هي التربية الإعلامية الشاملة. يجب تعليم الأطفال والشباب كيفية نقد المعلومات وتقييم محتواها قبل قبولها كحقائق ثابتة. كما ينبغي تشجيع الإبداع المحلي واستخدامه للتقنيات الحديثة لإنتاج محتوى يعكس هويتنا ويحتفل بها.
بالنظر إلى المستقبل، سيكون دور الحكومات والأوساط الأكاديمية وأصحاب النفوذ كبيرًا في تحديد شكل هذا العلاقة بين التكنولوجيا والثقافة. إن خلق سياسات تدعم التعلم الرقمي مع ضمان احترام المعايير الأخلاقية والقيم المحلية سيضمن لنا تحقيق أفضل ما تقدمه التكنولوجيا دون خسارة أي جزء من هويتنا الثقافية الغنية.