- صاحب المنشور: المجاطي بن ساسي
ملخص النقاش:
يتناول هذا النقاش العميق آثار الذكاء الاصطناعي على المجتمع، حيث يشير العديد من المشاركين إلى المخاطر المحتملة لفقدان الوظائف وانعدام تكافؤ الفرص التدريبية بسبب الاعتماد المتزايد على الروبوتات والأتمتة. وينصب التركيز الأولي على المشكلات المرتبطة بالسوق العمالية، لكن تم التوسع لاحقا لمناقشة مدى تأثير الذكاء الاصطناعي على جوانب أخرى مثل الصحة، التعليم، والمشاركة السياسية. يدعو بعض المشاركين إلى تبني نهج متكامل يأخذ بعين الاعتبار كافة هذه الجوانب لضمان مجتمع عادل ومنصف.
يبدأ حجّة الناقد الرئيسي لهذه الخطوة، المستخدم "المجاطي بن ساسي"، بإلقاء الضوء على الوجه الآخر لعملة الذكاء الاصطناعي. رغم أنه يعترف بمكانتها الهائلة في زيادة الإنتاجية والكفاءة، فإن المبادر يسلط الضوء على الخطر الدائم لفارق الطبقات الاجتماعي والاقتصادي. ويذكر تحديداً كيف يمكن أن تؤدي عملية الاستبدال الشبيهة بالإفناء والتي تشهدها معظم الأعمال اليدوية وغير المعرفة بتكنولوجيات جديدة قائمة على الذكاء الاصطناعي إلى حرمان عدد كبير من الأشخاص من مصدر رزقهم الأساسي. كما يحذّر من أن الحلول الترفيهية مثل برامج إعادة تأهيل مهنية وتعليمية قد لا تعمل بكفاءة لتلبية الاحتياجات الفعلية لسائر شرائح الجمهور. وفي نهاية المطاف، يحذر المؤلف بشدة مما وصفه بـ "الطريق المحفوف بالمخاطر"، مؤكداً أنه ينبغي النظر فعليا في المصالح طويلة المدى وليس فقط اختيارات مكاسب قصيرة الأمد عندما نتحدث عن التطبيقات المستقبلية للذكاء الاصطناعي.
ومن ثم، يجيب "عادل البوزيدي" مدافعاً بصراحة وبسلاسة عن موقف المجاطي. فهو يوافق تماماً على أن الوضع الحالي مليء بالمخاطر ويتطلب إدارة مسؤولة تجاه تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي. ويلمح إلى هشاشة سوق العمل تحت حكم الأتمتة وكيف أنها ستترك الكثير ممن هم أقل قدرة اقتصادياً وأكثر عرضة للحوافز البيروقراطية خلف خطوط النهاية. بالإضافة لذلك، يؤكد عادل على أهمية الوقوف ضد استغلال الثمار المالية قصيرة المدى والإقرار بالأبعاد الأخلاقية المترتبة على تطوير البنى الحديثة للإنسانية جمعاء.
بعد هذا التنسيق المدروس للأحداث السابقة، يقوم "حاتم بن فارس" باستكمال الصورة الأكبر للقضية باستحضاره دور الحكومة والقطاع الخاص كمقررين بينما يقترح حلولا شاملة تتضمن تقديم خدمات تربوية عالية المستوى وفتح أبواب أمام جميع المواطنين للاستفادة منها أثناء فترة الانتقال هذه نحو عالم رقمي جديد. وهناك أيضا اتجاه آخر ضمن السياق العام والذي طرحته "رزان بن قاسم"، إذ تعلق بتوجهات حاتم حول الجدوى العملية لشغل وظائف المستقبل عبر تهيئة المواهب البشرية المناسبة لها. فتدعو رزان إلى رؤية أبعد قليلا بالنسبة لعناصر العدالة اجتماعيا وثقافيا قبل تطبيق أي سياسة عامة بالمجتمعات المتغيرة ديناميكيّاتها حاليا كنتيجة مباشرة لاستخدامات ذكية للتقنيات البرمجية المتصلة بشبكة الإنترنت العالمية ("الانترنت").
وتختتم الحلقة بقراءة عميقة ومثمرة قدمهما "الزاكي الأندلسي". فإضافة لرسمه توقعات حول احتمالية وجود نظام عمل أحادي المنظر عندما نشخص حالة العدالة بناءً حصراً على دخل الأفراد وموقعهم داخل بيئة عمل التجارة والصناعة، اقترح الزاكي ضرورة توسيع نطاق اهتمامات مراقبين السياسة العامة لتشمل المسائل الحرجة المتعلقة بالحماية المدنية والمعايير الثقافية ومبادئ الحقوق الإنسانية فيما يتعلق بجوانب الحياة الإلكترونية الخاصة