- صاحب المنشور: أمل السهيلي
ملخص النقاش:
مع تزايد المخاوف العالمية بشأن التغير المناخي وتدهور البيئة، يبرز دور الذكاء الاصطناعي كأداة حاسمة في سعينا نحو تحقيق استدامة بيئية. يمكن لهذا المجال المتطور تقديم حلول مبتكرة لمجموعة واسعة من المشاكل البيئية، بدءًا من إدارة الطاقة والكفاءة إلى إعادة التدوير واستعادة الأراضي. ولكن رغم فوائدها الواعدة، فإن رحلة الاعتماد على الذكاء الاصطناعي للاستدامة ليست خالية تماما من العقبات والتحديات. سنتعمق هنا في هذه المواضيع، مستكشفين الاحتمالات والقيود التي تشكل هذ العلاقة المعقدة بين التقنية المستقبلية والاستدامة الحيوية.
الفرص باستخدام الذكاء الاصطناعي لتحقيق الاستدامة
- تحسين الكفاءة: يستطيع الذكاء الاصطناعي تحليل البيانات الضخمة بسرعة ودقة لتحديد مجالات التحسين في العمليات الصناعية والنقل والإسكان وغيرها. هذا قد يؤدي إلى تقليل الهدر وتحقيق مكاسب كبيرة في استخدام الموارد الطبيعية.
- التنبؤ بالبيانات الجوية: يتيح التعلم الآلي للعلماء توقعات أكثر دقة لحالة الطقس ومواسم الأعاصير والجفاف والأحداث المناخية القاسية الأخرى. وهذا يساعد السلطات المحلية والدولية على اتخاذ قرارات أفضل وأكثر فعالية تجاه حالات الطوارئ والمجاعات والكوارث الطبيعية المحتملة.
- إدارة الموارد المائية: يساهم الذكاء الاصطناعي في ترشيد استهلاك المياه عبر أدوات الرصد الدقيقة والأنظمة الفعّالة لإدارة المياه. تُمكن شبكات الاستشعار المتصلة بأنظمة ذكية المستخدمين والحكومات من مراقبة توافر المياه وضمان عدم تجاوز حدود الموارد المتاحة بكلا القطاعين الزراعي والصناعي.
- تكنولوجيا الطاقة الخضراء: يعمل البحث العلمي حول طاقة الرياح والشمس بشكل متزايد باستراتيجيات مدفوعة بالذكاء الصناعي لزيادة إنتاجيتها وكفاءتها التشغيلية. كما تتم دراسة استخدام الذكاء الاصطناعي أيضا للإدارة الأمثل للمولدات الكهرومائية والبحرية مما سيضمن زيادة موثوقية الشبكة الكهربائية مع تخفيض تكاليف عملياتها الصيانة المنتظمة لها.
- خفض انبعاث الغازات الدفيئة: تلعب التقنيات المدعومة بالذكاء الاصطناعي دوراً بارزاً في الحد من الانبعاثات الناجمة عما يُطلق عليه "الطابع البصمة الكربونية" المرتبط بمختلف قطاعات الاقتصاد الحديث مثل التصنيع والسياحة والنقل وغيرهما الكثير؛ حيث تعمل تلك الأدوات الحديثة على المساهمة بشكل فعال لتبسيط الحلول اللازمة للتخلص تدريجيّاً مما يعرف بعوادم ثاني أكسيد الكربون مقارنة بالأسلوب اليدوي القديم والمعروف سابقًا تحت تسمية "العمل الإداري". وهذه العملية تساهم بلا ريب بتغيير المنظومة بأسرها والتي تعتبر إحدى أهم خطوات الوصول لمنطقة محايدة لكربون عالمياً بحلول عام ٢٠٥٠ حسب تصنيف اليونسكو العالمي الخاص بهذا الشأن .
تحديات طريق اعتماد الذكاء الاصطناعي في قضية الاستدامة البيئية :
بينما يبدو الطريق سالكا أمام دور تكنولوجيا المعلومات الجديدة -وخاصّة فيما يتعلق بشؤون البيئة- إلا أنه ينتاب بعض المخاوف كذلك بشأن هذه الخطوة التالية التالية للحياة البشرية عامة وللقطاعات الإنسانية ذات الارتباط المباشر بنوعية الحياة خاصةً ; منها مثلاً مسألتان رئيسيتان :
* الأمن السيبراني: تتطلب غالبية مشاريع الذكاء الاصطناعي مرتبطة برفاعة البنية الأساسية معلومات حرجة كهوائيات الإنترنت الخاصة بطرق التنبيه المبكر أثناء حدوث أي مخاطر جوية محتملة أو حتى جهاز الكمبيوتر الذي يقوم بإدارة عملية تزويد المدينة بالمياه وفق نظام مستمر يتم برمجته بواسطة برامج الروبوتs وذلك بدون تدخل مباشر لإنسان ، بالتالي عند وجود الثغرات الأمنية تعرض النظام كله للأخطار الخارجية وقد تؤدِّي لذلك نتائج كارثية غير مرغوب بها لما له الأمر من تأثير سلبي عميق للغاية ؛ فهو ليس فقط مجرد فقدان