- صاحب المنشور: رؤى البدوي
ملخص النقاش:
في السنوات الأخيرة، شهد العالم العربي زيادة كبيرة في معدلات الالتحاق بالتعليم العالي بين الشباب. بينما يُعد هذا الأمر مؤشراً على التطورات الثقافية والاقتصادية الإيجابية، إلا أنه خلق تحديات جديدة تتعلق بسوق العمل وبإمكاناته لاستيعاب هذه الكوادر الجديدة. يركز هذا المقال على مدى فعالية النظام التعليمي الحالي في توفير مهارات عالية الطلب لسوق العمل المحلي والدولي، وكيف يمكن للخريجين التعامل مع مشكلة البطالة التي تعد ظاهرة محلية ملحة.
فهم الظاهرة
تظهر البيانات الرسمية ارتفاعاً مطرداً في عدد الخريجين الجدد كل عام. وفقاً لتقرير صادر عن منظمة اليونسكو، بلغ معدل الالتحاق بالتعليم العالي في البلدان العربية حوالي 40% بحلول عام 2020 مقارنة بنسبة أقل بكثير منذ عقدين مضياً. وعلى الرغم من هذه الزيادة الواضحة، فإن معظم الدول العربية تواجه مستويات مرتفعة من البطالة خاصة بين الفئة العمرية الرئيسية لسوق العمل والتي تشمل حديثي التخرج والشباب الذين يسعون للحصول على أول فرص عمل لهم. وتتراوح نسبة البطالة هذه عادة بين 15 إلى 25%.
القصور الأكاديمي
أبرز الاتهامات المتداولة تقول إن المؤسسات التعليمية التقليدية ليست مصممة بطريقة فعالة لتحضير الطلاب لمواجهة سوق العمل الحديث. هناك نقص واضح في التركيز على المهارات العملية والتدريب العملي داخل المناهج الدراسية. وهذا يؤدي غالباً إلى خريجين غير قادرين على تطبيق المعرفة النظرية في بيئات واقعية ومتغيرة باستمرار مثل تلك الموجودة خارج الحرم الجامعي. بالإضافة لذلك، قد يتطلب بعض المجالات مثل تكنولوجيا المعلومات والعلوم الصحية نوعا مختلفا تمامًا من التدريب والذي ربما يكون أكثر ملاءمة لإعداد دورات قصيرة أو متخصصة بدلاً من الاعتماد الأساسي للمؤسسات الأكاديمية التقليدية.
دور الشركات الخاصة والأعمال الريادية
لعب قطاع الأعمال الخاص دورا حيويا ليس فقط بتقديم حلول توظيف ولكن أيضا بameliorating المشهد التعليمي نفسه. تقوم العديد من الشركات بتنفيذ برامج تدريب مهني للشباب مما يساعدهم مباشرة قبل دخول السوق العاملة وكذلك يعزز كفاءتهم وإنتاجيتهم عندما يحصلون أخيرا على وظائف ثابتة. كما أدى ظهور ريادة الأعمال كتوجه اقتصادي جديد خلال العقود الأخيرة إلى تقديم نماذج تعليم جديدة تعتمد بشدة على التجربة العملية والاستقلالية الشخصية. ومن الأمثلة البارزة لهذه الجهود "أكاديمية حسوب" وهي مشروع عربي رائد يدعم تطوير المواهب الرقمية بما يشمل برمجيات وأنظمة المعلومات وغيرها الكثير عبر الإنترنت وفي مراكز التدريب التطبيقية المنتشرة حول المنطقة.
توصيات المستقبل
إن مواءمة السياسات التعليمية مع الاحتياجات الاقتصادية أمر حيوي للتغلب على الأزمة الحالية المرتبطة بالحصول على الوظيفة بعد الانتهاء من مرحلة التعليم العالي. وهذه بعض الخطوط العامة المقترحة للتحسين:
* دمج التدريب المهني: يجب دمج الدروس العملية والتدريب الداخلي ضمن المناهج الدراسية لكل قسم أكاديمي قدر المستطاع. يمكن استخدام شراكات القطاع الخاص لتسهيل الحصول على الفرص الثمينة لدى الشركات المتنوعة حسب مجال الدراسة الرئيسي للطالب.
* تشجيع رواد الأعمال والشركات الصغيرة: دعم نمو رواد الأعمال وتعزيز ثقافة ريادية قوية يعتبر خطوة هائلة نحو تخفيف الضغط الواقع حاليا علي المنظمات الحكومية والمؤسسات الراسخة فيما يتعلق بإيجاد فرص عمل مناسبة لكافّة الطلبة والخريجين ذوي المؤهلات المختلفة سواء كانت علمية أم فنية أم حتى فنون جميلة...الخ.
* استثمار البحوث العلمية: الاستثمار النوعي بمراكز البحث العلمي ومختبرات الاختراع والإبتكار سيستقطب اهتمام طلاب المدارس والثانويات ببرنامج معين وبعد ذلك يتم استهداف هؤلاء الطلاب أثناء وجودهم بقسم جامعى مشابه لبكليوريه السابق theirs's وذلك بهد