• صاحب المنشور: يحيى الحلبي
  
  ملخص النقاش:
  تُحدث الثورة الرقمية ثورة غير مسبوقة في مجال التعليم، حيث تتيح فرصًا هائلة لتطوير وتنويع الطرق التي يتعلم بها الأفراد. هذه التحولات ليست بدون تحدياتها؛ فالتكنولوجيا قد أثرت بشكل عميق على البيئة التعليمية التقليدية وأسلوب المعلم والمتعلم على حد سواء. سنستكشف هنا كيف شكلت تكنولوجيا المعلومات والتواصل (ICT) مستقبل التعلم وكيف تستطيع المؤسسات التعليمية الاستفادة القصوى منها مع معالجة المخاطر المحتملة.

الفرص الناشئة

1. الوصول إلى موارد تعليمية شاملة ومتنوعة

توسعت قاعدة البيانات المتاحة للمتعلمين بكثافة بسبب وجود الإنترنت والمحتويات الرقمية عالية الجودة. يمكن الآن للطلاب الوصول إلى مجموعة واسعة من الكتب الإلكترونية والدروس عبر الفيديو وبرامج التدريس الافتراضية وغير ذلك الكثير من أي مكان وفي أي وقت يناسبهم. هذا يوفر خياراً مرناً وتعليمياً أكثر شمولاً مقارنة بالاعتماد فقط على المناهج الدراسية المكتوبة أو المحاضرات الحية.

2. تعزيز التفاعل والانخراط بين المتعلمين والمعلمين

البرامج الرقمية مثل لوحات القائمة وجلسات المؤتمرات المرئية تسمح بمشاركة أفضل بين المعلمين وزملائهم الطلاب مما يعزز الشعور بالألفة داخل الصفوف ويجعل العملية التعليمية أكثر جاذبية خاصة بالنسبة لأولئك الذين غالباً ما يشعرون بأنهم خارج الحلقة أثناء الفصول التقليدية. بالإضافة لذلك، فإن استخدام أدوات الإنجاز الذاتي وممارسة الألعاب التعليمية يساعد الطلبة على فهم المفاهيم الجديدة بطريقة ممتعة وجاذبة.

التحديات الماثلة

1. مشكلة التسرب الرقمي وفيه تتعلق بالتفاوت الاجتماعي الرقمي (Digital Divide) الذي يعني عدم المساواة في الحصول على التكنولوجيا الحديثة وانترنت عالي السرعة والأجهزة اللازمة لاستخدامها بفعالية . يؤدي هذا العائق الاقتصادي الهائل إلى حرمان قطاع كبير من المجتمع من حقوقهم الأساسية فيما يتصل بالحصول علي خدمات جودة تعليم متساوية مما يزيد الفجوة الموجودة أصلاً بين الطبقات المختلفة ويعمق حالة الظلم الاجتماعي الحالي .

2. مخاوف بشأن الصحة العقلية والنفسية للطلبة : إن الاعتماد الزائد على الشاشات يستنزف الطاقة البدنية والعقلية وقد يساهم أيضاً بتطور الأمراض النفسانية كالقلق والإدمان وغيرهما ، وهناك حالات مثبتة علميا تشير لإصابات الدماغ الصغرى نتيجة التركيز المطول أمام شاشة الكمبيوتر .

على الرغم من كون بعض هذه المشكلات مرتبط بأسباب خارجية كوضع سياسات حكومية داعمة لاقتصاد المعرفي ومتعلقاته, إلا أنه يجدر بالإداريين الأكاديميين النظر مليّاً لهذه النقاط لاتباع نهج شامل يحقق مبدأ العدالة التربوية ويعالج التأثيرات الجانبيه الضارة للتقدم العلماني الحديث بكل جوانبه ايجابياه وسلبياته.