- صاحب المنشور: الحاج المزابي
ملخص النقاش:
في ظل الثورة التكنولوجية الحديثة، أصبح التحول الرقمي توجهًا عالميًا غير قابل للنقاش خاصة في القطاع التعليمي. هذا الانتقال ليس مجرد تغيير تقني بل هو إعادة هيكلة كاملة للممارسات الأكاديمية والتعليمية. بالنسبة للمؤسسات التعليمية العربية، يوفر التحول الرقمي العديد من الفرص الهائلة ولكنه أيضًا يحمل تحديات كبيرة تحتاج إلى معالجة.
الفرص المتاحة أمام المؤسسات التعليمية العربية:
- تحسين جودة التعليم: يمكن للتكنولوجيا تقديم محتوى تعليمي غني ومتنوع ومتاح على مدار الساعة وبأشكال مختلفة مثل الفيديوهات, الرسوم البيانية, والألعاب التعليمية مما يساهم في زيادة فهم الطلاب وتمكينهم من التعلم بمعدلاتهم الخاصة وأساليب تعلمهم الفردية.
- زيادة الوصول إلى التعليم: توفر الإنترنت ومختلف الأجهزة الذكية فرصة هائلة لجعل التعليم أكثر وصولاً للأفراد الذين يعيشون في مناطق نائية أو لديهم قيود مادية أو زمنية للحضور التقليدي للدروس.
- تطوير مهارات القرن الحادي والعشرين: يتطلب سوق العمل المعاصر مجموعة متنوعة من المهارات تتجاوز معرفة المعلومات الأساسية وتشمل مهارات حل المشكلات والإبداع والعمل الجماعي - كل هذه العناصر قابلة للتدريب عبر البرامج والموارد الرقمية.
- رفع الكفاءة الإدارية: تساعد أدوات إدارة البيانات الرقمية في تبسيط العمليات اليومية داخل الجامعات والكليات بما في ذلك تسجيل الطلاب وإدارة الدرجات والحفظ الإلكتروني للسجلات وغيرها الكثير.
التحديات الواضحة والمعوقات المحتملة:
- البنية التحتية والوصول إلى الإنترنت: قد تواجه بعض المناطق نقصا حادا في بنيتها تحتية التكنولوجية بالإضافة إلى ارتفاع تكلفة وصعوبات الوصول إلى خدمات الإنترنت عالية السرعة والتي تعتبر ضرورية لتقديم تجربة تعليم رقمية فعالة.
- إدراك واحتضان التغيير: قد يستغرق الأمر وقتا طويلا حتى تعتاد المجتمعات المحلية سواء كانت طلاب أم أعضاء هيئة تدريس وعاملين آخرين على استخدام الوسائل الجديدة وقد يواجه البعض مقاومة لهذا النوع الجديد من التعليم ربما بسبب الشعور بالقلق حول فقدان الوظائف أو عدم القدرة على التأقلم مع النظام الجديد كليا.
- جودة المحتوى: ينبغي الحرص أثناء إنشاء المواد الدراسية الرقمية بأن تكون ذات نوعية جيدة وأن تتماشى مع المعايير والقيم الثقافية والدينية للمجتمع العربي. كما أنه سيكون هناك حاجة متزايدة لمراقبة الدقة العلمية والسلامة الأخلاقية لهذه المصادر الموجودة بالفعل عبر الإنترنت قبل إدراجها ضمن المناهج الدراسية الرسمية.
- الدعم الفني والتشغيل والصيانة: سوف يتطلب نظام التعليم المنتظم رقابة مستمرة لصيانة الشبكات والبرامج والمساعدات الفنية الضرورية وهو أمر مكلف ويتطلب خبرة فنية عالية المستوى ليستمتع المستخدم النهائي بأقصى استفادة ممكنة من المنصات الرقمية المختلفة بدون انقطاعات مفاجئة أو خلل فني مزعج لها تأثير سلبي مباشر عليه وعلى العملية التدريسية نفسها بشكل عام .
إن مواجهة تلك العقبات واستيعاب الآثار الجانبية لكل جانب منها يعد مفتاح النجاح للاستراتيجيات الناجحة للتحول الرقمي داخل الشركات التربوية العربية وكل مؤسسة تعليم عربية أخرى حرصتها تحقيق نجاح شامل ومنقطع النظير لنظام جامعي وهندسي شامل يُرضي كافة الأفراد المرتبطين به مباشرة وكافة أصحاب المصالح المعنين بهم أيضاً!