- صاحب المنشور: هدى بن لمو
ملخص النقاش:في العصر الحديث، شهد العالم تطوراً هائلاً في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات. هذا التحول الرقمي لم يخلُ منه القطاع التعليمي الذي كان دائماً مركزاً للكثير من المناقشات حول تأثير هذه الثورة التكنولوجية عليه. فمن ناحية، تشكل الأدوات الرقمية مثل الحواسيب اللوحية، الهواتف الذكية وأنظمة إدارة تعليم الكترونية متنفساً جديداً للمتعلمين لتلقي المعرفة بطريقة أكثر تفاعلية وشاملة. يمكن لهذه الوسائل أن توفر فرصاً غير مسبوقة للتواصل العالمي وتبادل الأفكار بين الطلاب والمعلمين بغض النظر عن الحدود الجغرافية. بالإضافة إلى ذلك، فإن البرامج التعليمية عبر الإنترنت والتطبيقات المساعدة للدراسة قد سهلت الوصول إلى المواد الدراسية وزادت من خيارات الدعم الأكاديمي المتاحة للجميع.
لكن، وعلى الجانب الآخر، هناك مخاوف بشأن كيف قد يؤدي الاعتماد الزائد على التكنولوجيا إلى تقليل التركيز على المهارات الأساسية والثقافة الفكرية الأصيلة المرتبطة بالتعلم التقليدي. إن خطر الإدمان على الأجهزة الإلكترونية أصبح موضوع قلق كبير حيث أنه يمكن أن ينتقص من الوقت الذي يقضيه الأطفال والمراهقين في اللعب الخارجي والقراءة خارج الشاشة وغيرها من الأنشطة التي كانت تعتبر ضرورية لبناء شخصية متوازنة. كما يُخشى أيضاً من فقدان بعض القيم الإنسانية مثل التواصل الشخصي والمهارات الاجتماعية بسبب انخفاض تواجد البشر وجهًا لوجه نتيجة زيادة استخدام شبكات التواصل الاجتماعي والألعاب عبر الشبكة العنكبوتية العالمية.
وفي الحقيقة، فإن الحل الأمثل يكمن في تحقيق التوازن الصحيح بين الاستفادة القصوى من مزايا التكنولوجيا مع حماية جوهر العملية التعليمية. يتطلب الأمر وضع سياسات واضحة لاستخدام التكنولوجيا داخل المدارس وطرح وسائل جديدة لتحفيز فضول الطالب نحو التعلم سواء كان ذلك باستخدام الوسائط الحديثة أو طرق التدريس التقليدية. وبالتالي فإن المستقبل المنشود سيكون واحداً يتم فيه دمج أفضل ما قدمته التكنولوجيا بدون ضياع للقيمة الحقيقية للتعلم والتي تتمثل في الاحتفاظ بكرامة الإنسان وقدرته على التفكير النقدي والإبداعي.