تحليل تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الصحة العقلية للشباب

التعليقات · 0 مشاهدات

في عصرنا الرقمي الحالي، برزت وسائل التواصل الاجتماعي كجزء لا يتجزأ من حياتنا اليومية. رغم الفوائد العديدة التي تقدمها هذه المنصات مثل سهولة الاتصال وا

  • صاحب المنشور: مديحة بن زروال

    ملخص النقاش:
    في عصرنا الرقمي الحالي، برزت وسائل التواصل الاجتماعي كجزء لا يتجزأ من حياتنا اليومية. رغم الفوائد العديدة التي تقدمها هذه المنصات مثل سهولة الاتصال والوصول إلى المعلومات، إلا أنها أثارت الكثير من الجدل حول تأثيراتها المحتملة على الصحة النفسية والعقلية، خاصة بين الشباب. يهدف هذا التحليل إلى استكشاف الحقيقة خلف الادعاء بأن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي قد يؤدي إلى مشاكل نفسية لدى فئة الشباب.

التأثير السلبي الأول: المقارنة الاجتماعية

واحدة من أكثر الآثار شيوعا هي "مقارنة الذات". غالبًا ما يتم عرض صور مثالية ومُحسنة للناس عبر الإنترنت والتي يمكن أن تتسبب في شعور المستخدمين بالدونية أو عدم الكفاءة مقارنة بأقرانهم. هذا الشعور المستمر بالمقارنة قد يقود إلى القلق والاكتئاب وانخفاض احترام الذات. دراسات عدة أشارت إلى ارتباط مستويات عالية من الاستخدام لوسائل التواصل الاجتماعي بنقص الرضا عن الحياة والسعادة الشخصية.

التأثير السلبي الثاني: الإدمان والتشتيت الذهني

يمكن اعتبار العديد من التطبيقات الموجودة على هذه الوسائط إدمانية بسبب تصميمها الذي يستند إلى مبدأ التعزيز الإيجابي - أي المكافأة المتكررة للمستخدم عند الحصول على تفاعل مع محتواه. بالإضافة لذلك، فإن التنبيه المستمر للإشعارات الجديدة يعمل كمصدر تشتيت دائم للأذهان مما يعيق تركيز الأفراد ويؤثر سلبيًّا على إنتاجيتهم وصحة نومهم وبالتالي صحتهم العامة.

التأثير الإيجابي الأول: الدعم النفسي والمجتمعي

من الجانب الآخر، توفر وسائل التواصل الاجتماعي فرصة للدعم النفسي والمجتمعي. فهي تسمح للأفراد بمشاركة تجاربهم الخاصة واستقبال الدعم والنصح من أشخاص ذوي خبرات مشابهة. كما تم استخدامها لتوفير موارد تعليمية متنوعة وأماكن للتعبير الحر وبناء روابط اجتماعية جديدة خاصة في المناطق النائية حيث تكون الفرص محدودة.

التأثير الإيجابي الثاني: فرص التعليم والمعلومات

توفر شبكات التواصل العالمية مساحات واسعة للتعلم والمعرفة بطرق مختلفة ومتنوعة ولم تعد حكراً على المؤسسات الأكاديمية التقليدية فقط. أصبح بإمكان الطلاب الوصول مباشرة لموارد تعليمية غنية والحصول على خبرة شخصية عبر الإنترنت سواء كانت متعلقة بعلم الأحياء, الرياضيات, الهندسة وغيرها بكافة جوانب العلم المختلفة.

وفي النهاية، ينبغي الاعتراف بأنه بينما تتمتع وسائل التواصل الاجتماعي بتاثيرات ايجابيه عديده عليها أيضا آثار جانبية سلبيه تحتاج الى مواجهتها ومنع حدوث ضرر منها وذلك باتباع سياسات آمنة اثناء استخدام تلك الشبكات كالحد الزمني لاستخدامها وتجنّب ظهور المواضيع المثيرة للحساسيات الانفعالية والإلتزام بحماية البيانات الشخصية وعدم نشر معلومات خطيرة غير موثوق بها . بذلك نضمن للاستخدام الأمثل لهذه الأدوات الحديثة والاستمتاع بفائدتها بدون التعرض لأذى نفسي واجتماعي كبير.

التعليقات